الأسد والضبع غريمان تقليديان، يصطادان نفس الفريسة ويختطفانها كل من الآخر على قاعدة الردع وموازين القوى. وعلى الرغم من أن الأسود أكبر حجما من الضباع بمقدار مرتين أو ثلاث إلا أن الضباع تتميز بفكها القوي وتقوم بالهجوم علي الأسود من جميع الاتجاهات حال المواجهة معهم معرضة نفسها للموت.
مرحبًا بكم في أرابيك جيوغرافيك.
حلقة اليوم تتحدث عن الأسود والضباع.
ما هي العلاقة بينهم؟
هل هم أعداء أم يعيشون بآلفة مع بعضهم البعض؟
من الأقوى بينهم؟
وهل دارت معارك بينهم من قبل؟
وما هي أشهر المعارك التي دارت بينهم؟
سنجاوب على كل تلك التساؤلات لكن دعونا نعطيكم لمحة أولًا عن الأسود والضباع.
الأسود:
الأسود تعتبر من الحيوانات الجماعية التي تحب أن تعيش في مجموعات، تتكون مجموعات الأسود من مجموعة من الإناث يترأسها أسد واحد من الذكور، وأشبال الأسد من الذكور يبدأون بعد نضجهم في الخروج من الجماعة وتكوين جماعة جديدة، أما إناث الأسد يبقون مع عائلتهم طوال حياتهم.
إن ذكر الأسد يتميز بأن طوله يصل إلى حوالي 10 أقدام ، مع وجود ذيل يصل طوله ما بين 2 – 3 قدم وارتفاع من الأرض إلى الكتف ما بين 3 – 4 قدم ، كما أن وزن ذكر الاسد يبلغ حوالي 250 كيلوجرام ، بينما يبلغ وزن اللبوة 180 كيلوجرام .
غالبية أنواع الاسود تعيش في افريقيا مع وجود بعض الأعداد القليلة التي يمكن العثور عليها في شمال غرب الهند ، كما يمكن مشاهدة الاسود في السهول المفتوحة في جنوب الصحراء الكبرى في افريقيا، ولكن النمور تعيش في العديد من البلدان الاسيوية مثل شرق روسيا الى الهند، وعادة ما تتواجد بكثرة في المناطق التي تحتوي على الغابات ويتوفر فيها المياه والغذاء.
إن الأسود عادةً ما تتغذى على الفرائس الكبيرة مثل الحيوانات البرية و الحمار الوحشي، وتقوم الأسود أيضًا بسرقة الغذاء الخاص بالضباع والفهود أو اصطياد الحيوانات الصغيرة إذا كان هناك نقص في الموارد الغذائية
الأسود أيضًا تتميز بإمتلاكها للفراء الذهبي، وهو أشد مايميزها، بينما يُعتبر النمر هو القط الكبير الوحيد، الذي يتميز بإمتلاكه لفراء مخطط، وبدون وجود الفراء يصعب التمييز بين الاسود والنمور، حيث أن الفراء يُعتبر هو أشد مايميز كلاً منهما على حدة.
إذا كان علينا ترتيب أعداء الأسود ف لا شك أن الضباع ستأخذ المركز الأول يليها الفهود ثم النمور.
وذلك لأن الأسود تكره الضباع كثيرًا حيث أنها تهاجمها وتقتلها دون أن تأكلها، لأنهم يتنافسون على نفس الغذاء.
والآن سنأخذ لمحة بسيطة عن الضباع:
الضبع هو أي حيوان ينتمي لفصيلة الضَبُعِيّات، من الثدييات التي تلد وترضع صغارها، وهو حيوان مفترس، يخرج للبحث عن طعامه ليلًا منفردًا أو ضمن مجموعة، وهو من الحيوانات التي تعتاش على أكل الجيف وبقايا صيد وفرائس الحيوانات الأخرى، لذا يُعدّ من الحيوانات القمّامة إلا إنه يصيد بمهارة.
غالبا ما يتم تصوير الضبع على أنه أحمق وغبي، ربما بسبب سوء فهم ضحكته، لكنه ينافس معظم الحيوانات البرية في إفريقيا ذكاءا، وفي الواقع، يعتقد أن ذكاء الضبع يحاكي ذكائنا.
الأسود أكبر وأسرع قليلا وأقوى من الضبع، ويمتلك الضبع عضة أقوى وحواس أقوى تتطابق مع الأسود أو تتفوق عليها قليلا، وكلا المخلوقين من الحيوانات المفترسة التي يمكن أن تصطاد في مجموعات، لكن الأسود تصطاد أيضا بمفردها.
من أقوى ما يتمتع به الضبع أن لديه بصر ليلي رائع يسمح له بالرؤية في الظلام جيدًا.
تتصف الضِّباع بقدرتها الهائلة على أكل وهضم العظام والقرون والحوافر وحتى الأسنان ، ودورة الهضم للضبع فقط 24 ساعة ،
وهي من الحيوانات التي تستطيع أكل الجلود وهذه الصِّفة لا تتمتع بها إلا الضِّباع ، وبذلك إنَّ الضِّباع تستفاد من الفَّريسة بشكل كامل ، مما يميزها عن باقي الحيوانات الإفريقية.
يُقال أنَّ الضِّباع تسرق طعامها أساسًا من الأسود، على العكس من ذلك ، يجب أن تلاحظ أن الضِّباع تقتل حوالي 60-90٪ من الطَّعام الذي تأكله.
يهيمن التَّنوع الشَّديد والنَّجاح على قدرة الضِّباع على الصيد ، ولديهم القدرة على الإبحار بسرعات تصل إلى 60 كم / ساعة ، لمسافات أطول. على هذا النحو ،
وغالباً ما يركضون وراء الفريسة إلى حد الإرهاق ، فيمكنها أنْ تصطاد وتقتل حيوانات أكبر منها عدة مرات مثل الزَّرافات والجَّاموس.
وبالإضافة لذلك ، لا تستطيع الأسود أن تبحث عن الطَّعام الذي قتلته الضباع بسبب النَّجاح الكبير الذي حققته الضِّباع.
ومن المعلومات المدهشة عن الضَّباع ، بأنَّها تمتلك حاسة سمع حادة ، حيث أنَّها تستطيع سماع الحيوانات الأخرى عندما تصطاد على مسافة 10كيلومترات .
لدغة من فكي الضِّباع يمكن أن تسحق العظام وتقتل على قدم المساواة، فلقد تطور الفكين لديها وتكيفوا بشكل كبير لإنتاج قوة هائلة داخل أقسام معينة من الأسنان، فتتمتع الضِّباع بالقدرة على سحق العظام المفتوحة بأقطار تصل إلى حوالي 2.5 بوصة. بهذه الطريقة ، يمكن للضباع الوصول إلى نخاع العظم المغذي الذي يتعذر على معظم الحيوانات المفترسة الوصول إليه.
تاريخ العداوة بين الأسود والضباع:
قد يعتقد الكثيرون بأن المواجهة بين أسد وضبع غير متكافئة، كون الأسد أكثر قوة من الضبع، لكن الأمور قد تختلف عما تظهر عليه.
حيث أنه بين الأسد والضبع توجد فرائس مشتركة، كما يتنافس الإثنان حول جيفات الحيوانات النافقة وذلك منذ ظهور الفصيلتين على وجه البسيطة.
هذا وتشكل المنافسة على الغِذاء، سببًا مباشرًا في العداوة التي تخلق بين فصيلتين، بل وتزيد حدةً وفقًا لغريزة البقاء. صحيح أن الأسود أقوى من الضباع، إلا أن هذه الأخيرة قد تفوقها عددًا مما قد يرجح كفتها خلال المواجهة.
وهكذا فإن الصراع بين هاتين الفصيلتين عندما يحدث، لا يكون محسوم النتائج.
وبالنسبة للمعارك بينهم ف هي كثيرة جدًا ونتائجها مختلفة أحيانًا يتفوق الضبع وأحيانًا يتفوق الأسد، سنتحدث بالتفصيل عن أشهر المعارك بينهم وكيف إنتهت في موضوع قادم، لذلك تابعونا كي يصلكم كل جديد.
ختاما نتمنى أن معلوماتنا اليوم كانت مفيدة لكم.... دمتم في أمان الله.