العلاقة بين الدلافين والبشر( الجانب المظلم للدلافين )

 


من المعروف عن الدلافين أن لديها ذاكرة قوية جدًا تمكنها من تذكر الأشخاص الذين يعاملونها بلطف، ولذلك على مدار الكثير من الأعوام اشتهرت العلاقة بين الدلافين والبشر على أنها علاقة جيدة ويسودها الكثير من الحب، ولكن ما لا يعرفه الكثير أن هناك بعض العدائية الموجودة بين الدلافين والبشر أيضًا.

إذًا ما هي العلاقة الحقيقية بين البشر والدلافين؟

هل الدلافين تحب البشر أم تمقتهم؟

وهل صحيح أن الدلافين تتحرش جنسيًا بالإناث؟

.

.

أولًا دعونا نسرد لكم بعض المعلومات البسيطة عن حيوان الدولفين.

تتميز الدلافين بأنهاء كائنات اجتماعية تعيش في جماعات من 10 لـ12 فرد من أجل الحماية وتوفير الغذاء، حيث تبقى الإناث والمواليد الجدد في مركز الجماعة للحماية، وحين يمرض أو يصاب أحد أفراد هذه الجماعة لا تتركه وحيدا بل يبقى معها حتى يموت.

وعلى الرغم من أن الدلافين تعيش في الماء وتشبه الأسماك، إلا أنها في الحقيقة من الثدييات التي تلد وتُرضع أطفالها، وتتنفس الهواء مثلنا تماما لأن لها رئة، وليس خياشيم مثل الأسماك.

ولذا تصعد الدلافين إلى السطح بين الحين والآخر لتتنفس الهواء من خلال فتحة أعلى جسمها توصل الهواء إلى رئتها مباشرة، وتستطيع الدلافين الغوص تحت سطح الماء ما بين 15 إلى 30 دقيقة قبل الحاجه إلى الحصول على الهواء مجددًا.


 رأى الكثيرون في الدولفين صديقًا مقربًا من الإنسان، لكن دراسة حديثة اكتشفت سرًا فسيولوجيا عن هذه الثدييات البحرية يثبت أن هذا القرب يتخطى حبها للبشر ومساعدتها لهم وقت الحاجة، 

أكدت أيضًا الدراسة أن الدلافين تفضل استخدام زعانفها اليمنى، تماما مثل تفضيل معظم البشر لإستخدام اليد اليمنى، كما أن بعضها "أعسر" مثل الإنسان أيضا.

ويفضل حوالي 90% من البشر استخدام اليد اليمنى، وجاءت الدراسة الجديدة لتؤكد أن الدلافين المعروفة بمعدل ذكائها المرتفع، لديها نفس التفضيل.

الإعتقاد أن العلاقة بين الدلافين والبشر هي علاقة ودية بسبب وجوههم المبتسمة أو تصرفاتهم المرحة يتم النظر إليها على أنها  صديقة للبشر ولكن هذا غير صحيح 100% طوال الوقت حيث يمكن أن تكون الدلافين عدوانية وهناك حالات تم تسجيلها لهجوم الدلافين على السباحين والغواصين، ولكن الغالبية العظمى من الدلافين وبسبب إرتفاع مستوى ذكائهم ونسبة المؤانسة العالية لدى الدلافين جعلت تلك الثدييات البحرية محبوبة من البشر في الحدائق والحياة البحرية بصفة عامة.


قد يكون أكثر ما يجلب اهتمام الدلافين بالبشر هو وجه الشبه الكبير بينهما، وهو ما يحفز غريزتهم لإنقاذ البشر في الحالات الطارئة. تستخدم الدلافين الموجات الصوتية للكشف عن فريستها. وتعتقد هذه الكائنات أننا مشابهين لها، خاصة أننا ننتمي إلى نفس فصيلتهم، وهي الثديات.



ومن أشهر ما  يعكس طبيعة الحب السائد بين الدلافين والبشر هو إنقاذ الدلافين للبشر من الموت في الكثير من المرات، من ضمن أشهر المرات التي أنقذ فيها دولفين بشري من الغرق هي إنقاذ الدولفين فيليبو للطفل دافيداي سيسي.


كان دافيداي سيسي و عمره 14 سنة لا يمكنه السباحة عندما سقط من قارب أبويه في جنوب شرق إيطاليا؛ و كان على بُعد دقائق من الموت، و عندها جاء الدولفين فيليبو لإنقاذه. و أصبح فيليبو نقطة جذب سياحي شهيرة بالقرب من مانفريدونيا في جنوب شرق إيطاليا لمدة عامين.

بينما كان ايمانويل سيسي غير مُدرِك أن إبنه قد سقط في الموج، قام فيليبو بدفعه إلى الأعلى خارج الماء إلى بر الأمان. إقترب الدولفين من القارب بما فيه الكفاية حتى يمكن لوالد الشاب دافيدي أن يمسكه.


وأيضًا..

في 20 أكتوبر من عام 2004، كان حارس الإنقاذ روب هاوز، و3 من زملائه بمن فيهم ابنته يسبحون في أوشن بيتش، بالقرب من مدينة وهانجاري بنيوزيلندا، وفجأة، أحاطتهم 7 دلافين قارورية الأنف، حيث بدأت بالدوران حولهم.


ابتعد «روب» وأحد السباحين بعيدًا عن البقية، لكن دلفين تبعهم وغطست تحت الماء من حولهم، ثم غطس «روب» تحت الماء ليرى ما تفعله الدلافين ووجد سمكة قرش بيضاء كبيرة تسبح حوله.


استمرت الدلافين في الدوران حول المنقذين لـ 40 دقيقة حتى غادر القرش، وقالت راشيل قسطنطين، من كلية العلوم البيولوجية بجامعة أوكلاند، إن الحادث لم يسمع به من قبل، رغم أنه نادر الحدوث.


وقد لوحظت الدلافين وهي تحمي الحيوانات الأخرى من أسماك القرش في مياه نيوزيلندا، حيث لا تشكل أسماك القرش عادة تهديدًا كبيرًا للدلافين ذات الأنف الزجاجي، ولكنها تهاجم سمكة القرش إذا شعرت أنها في خطر.


تنتشر العديد من القصص التي أنقذت فيها الدلافين البشر من الموت وهذا يعكس الود والحب السائد بين البشر والدلافين.


أما جانبهم المظلم فهو نابع من ذكائهم الشديد دراسات اتعملت علي الدلافين أثناء التزاوج ولاحظوا سلوك عنيف من الذكور ضد الإناث وأنهم بيسوقوا الاناث في جماعات من أجل التزاوج وأثناء المطاردات بيضرب الذكور الإناث بديولهم أو بيعضوهم.


السمعة التي تحظى بها الدلافين هي أنها حيوانات ذكية، ولطيفة، وتحب اللعب وإظهار مهاراتها. لكن الحقيقة هي أنه بالرغم من أن تلك السمعة الجيدة التي تحظى بها صحيحة، تمارس الدلافين أمورا أخرى سيئة، مثل التحرش الجنسي، وممارسة الجنس مع أفراد العائلة من الدرجة الأولى، وقتل الصغار.


وانتشرت أيضًا الكثير من الحكاوي على أن الدولفين يتحرش جنسيًا ليس فقط بالإناث من نفس نوعه ولكن بإناث البشر أيضًا ويظهر هذا في محاولة الإحتكاك الجسدي بالبشر على الشواطئ وفي أماكن العروض التي يتواجد بها الدلافين حيث حاول الكثير منهم من قبل محاولة تقبيل إناث البشر من الجماهير، 


وكانت هناك قصة شهيرة جدًا لدولفين يُسمى "بيتر" والذي كان له مدربة كانت تجمعهم علاقة خاصة جدًا لأن بيتر لم يكن يعاملها على أنها مدربة فقط بل لاحظ الكثيرون حتى المدربة أن الدولفين يحاول التقرب جسديًا منها ومحاولة تقبيلها ويحتك بها دائمًا وعندما ابتعدت تلك المدربة عنه انتحر بيتر لعدم قدرته على تحمل انفصالها عنه ووجده المسئولون بعد ذلك في القاع ميتًا.


في نهاية حلقتنا نحب أن ننوه على أن العلاقة بين الدلافين والبشر تحمل الكثير من المسميات، هناك علاقة طيبة يسودها حب بين الكثير من الدلافين والبشر، وهناك علاقة عداء بين الكثير أيضًا منهم، وهناك دلافين سيئة تحاول التحرش بالبشر، لذلك لا يمكن إعتماد وصف واحد لعلاقة الدلافين بالبشر، بل تتعدد المسميات.


ختاما نتمنى أن معلوماتنا اليوم كانت مفيدة لكم.... دمتم في أمان الله.

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-