نملة العسل , ليس النحل فقط من ينتج العسل فكذالك النمل ينتج عسل

 



نمل العسل أو نمل وعاء العسل، هو نوع مميز جدا من النمل، حباه الله بميزة فضلها بها عن غيره من باقي أنواع النمل، بحيث أن جعل له فوائد كبيرة ومهمة جدا تنفع بها باقي النمل، وقد أطلق عليه هذا الاسم لأنه يتوفر على خاصية وميزة عجيبة جدا، ألا وهي قدرته على تخزين العسل في معدته، وذلك بغرض تغذية غيره من النمل الذين يعيشون معه في نفس الخلية، وبالخصوص خلال مواسم الجفاف، بمعنى آخر أن هذا النوع من النمل يعتبر مخازن حية للعسل ...

.

 يعيش نمل العسل في خلية تتكون من عدة غرف، وفي كل غرفة يوجد من 25 إلى 30 نملة ملتصقات بواسطة سيقانهن بسقف الغرفة، لكن في وضع مقلوب، ولو تعرضت إحداهن للسقوط تسارع العاملات الأخريات إلى مساعدتها حتى تلتصق من جديد ... نمل العسل يعيش بالخصوص في جنوب القارة الأمريكية وأيضا أستراليا، بالخصوص في المناطق ذات المناخ الجاف أو شبه الجاف. 

نمل العسل، لديه كذلك لقب شهير ملتصق به، وهو " اسم النمل المضحي " وسبب هذه التسمية هو أنه بحق مصدر غذاء جيد جدا، لغيره من النمل وأيضا لبعض الحيوانات الصحراوية الأخرى، أكثر من ذلك حتى بعض الفئات من البشر تتغذى بوسطته، مثلا الساكنة الأصلية لأستراليا، حيث يقومون بمصه تماما مثلما يفعلون مع الحلوى ...

 فهذا النمل بالفعل يضحي لأجل تخزين الغذاء لصالح غيره من المخلوقات، حيث أن المحلول السكري الذي تحمله كل نملة هو أثقل بثماني مرات من وزنها الأصلي، ما يعني أنها تعاني كثيرا من أجل حمله وتوصيله حتى يستفيد منه الآخرين .. 


لكن كيف يحدث ذلك ؟

يحدث ذلك، بعد تساقط الأمطار في الأماكن الصحراوية، حيث تتجمع كمية هامة جدا من الرحيق على نباتات المنطقة، ونظرا للظروف المعيشية الصعبة التي تعرفها الصحراء، فإن نمل العسل يقوم بتخزين هذا الرحيق وفق أسلوب غريب للغاية، وذلك مباشرة بعد هطول الأمطار وتحويله إلى نوع جيد من العسل، كذلك يقوم هذا النمل بتخزين فضلات بعض الحشرات المتطفلة على الأوراق النباتية...  العملية باختصار تقوم مجموعة من العاملات في عشيرة النمل، بأكل رحيق النباتات وذلك حتى تتضخم بطونهن،  وتصبح بحجم حبة العنب في بعض الأحيان، بعد ذلك  يتحول هذا الرحيق داخل بطون النملات العاملات إلى نوع من العسل، صالح للأكل لدى مجموعة من الكائنات وحتى البشر ... 

ولأنهم فعلا نمل مضحي، يتسم بالتفاني لأجل البقية، فإنه في مواسم الجفاف القاسية، يتضاعف عدد عاملات النمل اللواتي تقمن بتخزين الرحيق حتى يصبح عسلا، وذلك لأجل توفير قدر أكبر من الاحتياجات اليومية من الغذاء، بحيث تقوم النملة الجائعة بلصق فمها بفم النملة المنتفخة، حيث تعمد الأخيرة إلى تقليص بطنها لأجل إخراج قطرة من العسل في فم النملة الأخرى ... 

ولهذا النوع من النمل قيمة وأهمية كبيرة لدرجة أن مستعمرات النمل المنافسة تحاول في كثير من الأحيان مهاجمتها وخطفها، والحديث هنا المقصود به النمل الخاطف، الذي كنا قد تحدثنا عنه في حلقة سابقة .


ختاما، نتمنى أن تكون معلومات اليوم قد لاقت استحسانكم وأنها كانت مفيدة لكم ... دمتم في رعاية الله.

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-