كلب لابرادور هو واحد من أكثر الكلاب شعبيةً في العالم، شكله الودود وقدرته الكبيرة على التّعلم، جعلت منه كلب العائلة المُفضل، والرفيق المثالي للعائلات، سواء داخل المنزل أو خارجه، فهو كلب منزلي هادئً ومطيع، نشاطه داخل المنزل يخف كثيرا مقارنة بخارج المنزل، مما يجعله محبوبا أكثر عند مالكيه، كما أنه يألف الناس الجدد والجيران بسرعة كبيرة ... كذلك يعتبر رفيقا مثاليا للأشخاص خلال النزهات والرحلات وباقي الأنشطة الترفيهية الخارجية.
.
فالكلاب هي من أوائل الحيوانات البرية التي استأنسها البشر عبر التاريخ ... وعلى الكرة الأرضية، يوجد العديد من السلالات الشهيرة للكلاب، تختلف من حيث الحجم والشكل وكذا الصفات … منها هذه السلالة من الكلاب، التي تتميز بمظهرها اللطيف وببنيتها القوية، وبكونها تتحمل الظروف الطبيعية القاسية، ولهذا السبب يعتمد عليها أصحابها كثيرا في رحلات الصيد، فهي أبرز كلاب الصيد على الصعيد العالمي، حيث أنها تقوم بجلب الطرائد التي تم اصطيادها... وعلى العموم لابرادور هو كلب متوسط الحجم ولديه فرو كثيف وجميل للغاية .
ظهور هذه السلالة لأول مرة كان في كندا، وبالضبط في منطقة تسمى نيوفونلاندر حصل ذلك في القرن السادس عشر، بعد حدوث تزاوج بين كلاب الصيد المائية الصغيرة التي كانت تُربى من قبل صيادي الأسماك في المنطقة، مع سلالة كلاب محلية، لتنتج بذلك سلالة كلاب جديدة تحب الماء هي كلاب لابرادور، والتي كانت تقفز إلى الماء لتحضر شباك الصيد وتجلب الأسماك من الماء، يساعدها في ذلك فروها العازل للماء وأيضا مخالبها التي تمتد لتساعدها على السباحة ...
وفي مطلع القرن التاسع عشر اُدخلت هذه السلالة الجديدة إلى المملكة المتحدة، وتم اعتبارها واحدة من أفضل أنواع الكلاب في الصيد، بسبب ميزاتها المتعددة وأهمها حجمها المتوسط وإتقانها السباحة وقدرتها على تحمل الظروف البيئية القاسية، وكذا سرعتها العالية.
ودخلت سلالة كلب لابرادور الولايات المتحدة الأمريكية في أوائل القرن العشرين، وهي حاليًا تعتبر من أكثر سلالات الكلاب شعبيةً في أمريكا.
كلب لابرادور، يمتلك العديد من الصفات التي تجعله مميزا، منها القدرة على التكيف مع المحيط الذي يتواجد فيه .... وأيضا قدرته الكبيرة، على تحمل درجات الحرارة المنخفضة بشكلٍ كبير، وذلك بفضل فروه السميك والقصير الذي يُشكّل طبقةً عازلةً له عن الجو الخارجي المحيط بها، فضلا عن أن تكوين رأسه الممتدّ إلى الأمام، يزيد من حجم أنفه الذي يجعله قادرا على المزيد من اللهاث، حيث يجعله يتأقلم أكثر مع ارتفاع درجات الحرارة ...
كلب لابرادور لا يتطلب من مالكه أن يكون على دراية وخبرة كبيرة بتربية الكلاب، فهو يتقبل أخطاء مربيه بسهولة، مما يجعله الكلب المثالي لهواة تربية الكلاب المُستجدين أو الأشخاص ذووا الخبرة القليلة في تربية الكلاب ... ومن مميزاته كذلك، أنه في حالة تُرِك وحيدا في المنزل، فهو لا يقلق ولا يبدأ بالنباح الهستيري، عكس الكثير من سلالات الكلاب، التي يضطرب سلوكها في حالة تركها أصحابها وحيدة في المنزل ...
كما أن احتياجاته الصحية غير كثيرة مقارنة بغيره من سلالات الكلاب :
فمعدل تساقط شعره ليس كبيرا، بل هو موسميٌّ فقط
لعابه لا يسيل بغزارة على مالكه أو الأشخاص الذين يقتربون منها
تنخفض فيه الأمراض الوراثية بالمقارنة مع غيرها من سلالات الكلاب
لا يكتسب الوزن بسهولة، والسبب في ذلك هو حب هذه السلالة للنشاط والحركة المستمرة
يتميز لابرادور كذلك بصفات ممتازة أخرى، منها الذكاء، قدرته الكبيرة على التقاط الأشياء، وأيضا على تعلم الحيل والألعاب، فهو حريص على إرضاء أصحابه، كما أنه يتعلم تنفيذ الأوامر بسرعة، مثلا فعل أمر معين أو العكس التوقف عن فعل شيء ما، أو القدوم والجري والجلوس والوقوف وغيرها من الأوامر التي يتلقنها بسرعة ...
فضلا عن ذلك، هو مناسب جدًا لأجل المشاركة في مسابقات الكلاب، خاصة وأن لديه طاقة ونشاط كبيرين، مثلا سباقات الحواجز والعوائق عند الكلاب
لابرادور سلالةٌ تتأقلم بسهولةٍ مع التربية الداخلية في المنازل وتصبح هادئةً، وهذا ما يعرضها لاكتساب الوزن وتشكّل الخلايا الدهنية التي تُخفض من طول عمرها عن الحد المتوسط.
من جهة أخرى، يواجه عدد من مالكي كلب لابرادور، بعض المشاكل منها أن هذا النوع من الكلاب في صغره يميل إلى عضّ أو مضغ أي شيء قد يظهر في طريقه، لأنها وسيلته الأولى نحو الاستكشاف، وفي حالة لم يتم تدريبه بشكل جيد فقد يكون مؤذيا خاصة بالنسبة للأطفال الصغار .
ومن عيوب هذا النوع من الكلاب، أنه بطيئ في النمو، حيث أنه يصل عمر 3 سنوات ويكون حجمه كبيرا، غير أنه يتصرف كما لو أنه جروٌ صغير.
ختاما، من المهم الإشارة إلى أن هذا النوع من الكلاب، ليس شرسا كفاية حتى يهاجم الغرباء، وعليه فهو لا يصلح نهائيا لأن يكون كلبا للحراسة.
ختاما، نتمنى أن تكون معلومات اليوم قد لاقت استحسانكم وأنها كانت مفيدة لكم،
.. دمتم في عناية الله