الوجه الأخر لمصارعة الثيران

 



هي واحدة من أقدم الرياضات في العالم، طرفيها إنسان وحيوان، وقانون اللعبة يقضي بموت أحد الطرفين في النهاية، والذي من المفترض أن يكون الحيوان ... لهذا يعتبرها العديدون رياضة وحشية، وتتعالى يوميا الأصوات من أجل منع استمرار ممارستها .. لكنها على العكس من ذلك تزداد شعبية يوما عن يوم، بل وبعد أن كانت تقتصر على بلدان معينة، صارت تنتشر في العديد من بقاع العالم ...

.

مصارعة الثيران ويطلق عليها بالإسبانية  ) Corrida de toros كوريدا دي طوروس ) هي من أشهر الرياضات الوطنية الإسبانية، وواحدة من أقدم الرياضات الشعبية في البلد.

 تعتبر مصارعة الثيران واحدة من أهم المهرجانات الرياضية الثقافية في البلاد، والتي يفخر بها الشعب الإسباني، بحيث أنهم يحتفلون بها كحدث تقليدي وتاريخي يُميز بلادهم ... 

هي رياضة خطيرة تمارس بالخصوص في الاحتفالات الوطنية، وتحصل هذه المصارعة بين ثور ورجل، والذي يُطلق عليه بالإسبانية اسم الماتادور أي مصارع الثيران، والذي عادة  ما يتم تدريبه منذ الصغر على ممارسة هذه الرياضة، التي تتطلب شجاعة كبيرة وأيضا الخفة والمهارة،  ومن عادة الماتادور خلال المصارعة، أن يرتدي بدلة مطرزة مصنوعة لهذا الغرض، وهي تكون غالية الثمن ... 

وخلال هذه المصارعة يقوم الماتادور أو مصارع الثيران بمواجهة الثور بمفرده، بحيث أنه يعمل على استفزاز الثور وذلك بتحريك رداء أو قطعة من القماش حمراء اللون، وفي نهاية المصارعة، من المفروض أن يقتل المصارع الثور ....  وبعد مصرع الثور، تدخل 4  بغال لجره إلى الخارج، بحيث يكون الجزارون في الخارج، استعدادا لتقطيعه وبيع لحمه ....


أساس هذه الرياضة الخطيرة، وكما سبق وذكرنا يقوم على المواجهة بين المصارع والثور في الحلبة المخصصة لذلك، وهي حلبة مصنوعة من الرمال، وإسبانيا تتوفر على أكثر من  400 حلبة لمصارعة التيران  ... وهذه المصارعة تقع تحت مرأى ومسمع من الناس الذين يحضرون لمشاهدة أطوار انتصار الإنسان على الحيوان الذي هو طبعا الثور، أما فكرة مصارعة الثيران فقد جاءت من حلبات القتال التي سادت قديما في الإمبراطورية الرومانية، والتي كانت إسبانيا جزءًا منها.

هذه الرياضة الشعبية هي بلا شك واحدة من أخطر الرياضات في العالم، خاصة وأن المصارع لا تتوفر لديه الحماية الكافية واللازمة من قرون الثور الخطيرة، وقد حدث بالفعل في الكثير من المرات أن تعرض الماتادور لإصابات خطيرة بسبب ضربات قرون الثور، أحيانا كانت تؤدي إلى الموت...  كما أنه ومن العادات الشعبية عند الإسبان، قبل انطلاق المصارعة  ...  إطلاق الثيران من حظائرها وإرسالها إلى حلبة المصارعة حيث يجري الناس أمامهم وهم يحملون مناديل وقطع قماشية حمراء اللون، وذلك للاعتقاد السائد في أذهان الجميع بأن اللون الأحمر يثير الثور ويجعله هائجا أكثر، ثم يتسابق الناس في الجري أمام الثيران حتى الوصول إلى حلبة المصارعة..

 وبالرغم من أن هذا التقليد يعتبر خطيرا جدا، بَيدَ أنه غالبا ما يخلف إصابات منها إصابات خطيرة جدا قد تكون قاتلة، إلا أن أغلبية الإسبان يحبون المشاركة فيه باعتبار أن هذا الأمر يعتبر دليلا على الشجاعة، ويعتبر كذلك مغامرة شيقة .... موسم رياضة المصارعة مع الثيران في البلد يكون من شهر مارس وحتى شهر أكتوبر، وتتكون مباريات هذه الرياضة الإسبانية من المصارع بالإضافة إلى ستة مساعدين، كما يتم استخدام ثورين اثنين تتراوح أعمارهم بين أربع سنوات وستة سنوات، حيث يزن كل ثور ما يقارب 460 كيلو ....  تبدأ المصارعات باستعراض المصارعين الراكبين والراجلين وكذلك المساعدين المترجلين الذين يساعدون المصارع في حال ظهرت الحاجة لتشتيت انتباه الثور عن المصارع. 

جدير بالذكر أن مصارعة التيران تمارس كذلك حتى في عدد من الدول الأوروبية الناطقة باللغة الإسبانية، وهي تمارس كذلك في البرتغال وحتى في جنوب فرنسا. .. لكنها تتنوع من حيث طرق وأنماط ممارستها من دولة لأخرى، ويبقى النمط الإسباني هو الأصل وهو الأكثر شعبية في العالم .... 

 إلى حدود اليوم، لازالت هذه الرياضة الخطيرة مستمرة في التوسع، كما أن شعبيتها تزداد يوما عن يوم،  إذ أنها لازالت تجذب الكثير من المشاهدين والعشاق، وذلك على الرغم من الحملات الكثيرة التي تدعوا إلى مقاطعة هذه الرياضة،  لما فيها من عنفٍ تجاه الحيوانات ... فردود الأفعال الغاضبة والرافضة لها ترتفع يوما عن يوم، وذلك من طرف العديد من الهيئات العالمية، خاصة منها الجمعيات التي تعنى بالرفق بالحيوان، التي تعتبرها رياضة تقوم  على تعذيب الثيران وقتلها بطريقة وحشية. 


ختاما، نتمنى أن تكون معلومات اليوم قد لاقت استحسانكم وأنها كانت مفيدة لكم ... دمتم في رعاية الله.

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-