حيوان غريب هجين بين الاسد والنمر

 


لطالما كان مربوا الحيوانات مهووسون بالخلط بين أنواع مختلفة من الحيوانات، وهو الأمر الذي منح للطبيعة أنواعا جديدة من الحيوانات والفصائل، والتي تسمى حيوانات هجينة، أي تلك الحيوانات التي ولدت بعد عملية تزاوج طبيعي حصلت بين فصيلتين مختلفتين .

وعلى هذا الأساس، جاء التفكير في الخلط بين أشرس الحيوانات على وجه الأرض ألا وهي الأسد والنمر، حيث أن أغلب خبراء القطط الكبيرة، كان عندهم اعتقاد راسخ بأن الأسود والنمور قادرة على التكاثر بشكل جيد نظرا لكونها متشابهة وراثيًا بدرجة كافية لأجل حصول التكاثر، بحيث يمكن لكروموسوماتهما معا أن تتزاوج وتنتج نسلا جيدة، وبما أنهما أشرس الحيوانات على كوكب الأرض، من يدري ربما كان نِتاجُهما حيوان أشرس منهما .

فكان التزاوج بين ذكر الأسد وأنثى النمر والذي كانت نتيجته الحيوان الضخم لايجر، وبعدها كان التزاوج الطبيعي كذلك بين أنثى الأسد وذكر النمر وكانت النتيجة هذه المرة حيوان أطلق عليه اسم : تايجون 

وتايجون هذا هو حيوان هجين، وكما ذكرنا جاء نتيجة التوالد الطبيعي ما بين أنثى الأسد وذكر النمر، وحصل ذلك من دون أي تدخل أو تعديل جيني عليه، ومقارنة باللايجر تعتبر أعداده قليلة جدا عبر العالم، فهو من الحيوانات الهجينة الأكثر ندرة في العالم  ... وهو لا يحظى بذات الشعبية الكبيرة عند مربي الحيوانات الهجينة، التي يحضى بها لايجر، والسبب في ذلك  أنه لا يملك تلك الصفات الخارقة أو الفريدة والتي قد تجعل منه مميزا للغاية، فلايجر مثلا يحضى بأهمية إعلامية كبيرة بفضل ضخامة شكله، على العكس من ذلك، فإن تايجون حيوان صغير الحجم مقارنة بوالديه، سواء من حيث الطول أو حتى من حيث الوزن، حيث أنه غالبا يزن أقل من وزن والديه الأسد والنمر .

أما من حيث الشكل فإن التايجون، يشبه إلى حد كبير النمور أكثر من الأسود، فهو يمتلك بقعا وخطوطا في الغالب تكون برتقالية اللون، فيما البطن غالبا أبيض، أما الصوت فإن تايجون يمكن أن يُصدر زئير الأسد ويمكن كذلك أن يصدر صوت النمر. 

من حيث السلوك، أظهر هذا الحيوان الهجين  مزيجًا من السلوكيات المشابهة للنمور والأسود في نفس الوقت، ومن أهمها أنه اجتماعي الطبع،  كما أنه أيضا حيوان يحب السباحة، وهي الصفة التي أخذها عن النمور .

للأسف فإن أغلب نسل التايجون يولد ميتا، والسبب في ذلك هو أن رحم أنثى النمر ليس كبيرًا بما يكفي لاستيعاب أشبال النمر الكبيرة، وحتى في حالة ولد حيا، فهو غالبا لا يصل إلى مرحلة النضج الكامل، كما أنه لا يصل إلى حجم أبويه وغالبا هو يكون أصغر من والديه معا. 

 للأسف، هذا الحيوان الهجين تايجون، يولد باضطرابات وراثية، مما يجعله يموت في سن مبكرة وبشكل غير طبيعي. ولهذا السبب، بدأ يُحذر الكثير من العلماء من التزاوج بين الأسود والنمور، لأنهما نوعان مختلفان، وسلالتهما الهجينة لن تتكاثر في البرية حتى لو أتيحت لها الفرصة، من جهة أخرى فإناث التايجون حيوانات عقيمة، بمعنى أنها غير قادرة على التزاوج أو التوالد، أي أن هذا النوع من الحيوانات الهجينة، لا يقدم أية إضافة نوعية ولا قيمة للحفاظ على نسل القطط القديمة، من غير أنه يبقى لسنوات خلف القضبان ويملأ جيوب مالكيه، حيث أن الناس يدفعون مقابل رؤيته.

ختاما، نتمنى أن تكون معلوماتنا هذه كانت مفيدة لكم.

دمتم في رعاية الله.

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-