الأميرة أولغا أحرقت البلد بأكملها انتقاماً لزوجها

 


ليس في الحياة أشد قسوة من قلب امرأة انكسر بمقتل حبيبها، فقررت الانتقام له ... التاريخ حافل بقصص سيدات انتقمن للحبيب حيث كان الانتقام شديدا، منها قصتنا لهذا اليوم، وعنوانها : "أميرة الانتقام "

.

.

الأميرة أولغا، هي شابة جميلة جدا من أصل بلغاري، أحبها الأمير إيغور أمير كييف، فتزوجا عن حب عظيم وأنجبا إبنهما سيفاتسولاف، حيث كانت الأسرة الصغيرة تعيش في هناء وسعادة ... إلى أن جاء ذلك اليوم الاسود من العام 945م، فتغير كل شيء، وانقلبت السعادة فجأة إلى تعاسة تبعها انتقام شديد ...


حيث قامت قبيلة الدريفليان وهي قبيلة توجد بشرق أوربا، تشتهر بتربية الحمام وإنتاج العسل، كان يفرض عليها الأمير إيغور دفع إتاوات مقابل حمايته لها، باغتيال الأمير إيغور، بطريقة وحشية، حيث أنه وفي تلك السنة، فرض عليهم دفع الإتاوة مرتين، وهو الامر الذي لم يتقبلوه وأثار غضبهم، لذا اختطفوه وقاموا بربطه بين شجرتين جعلوهما تنحنيان، بعدها أفلتوا الشجرتين مما تسبب في انشطار جسد إلى جزءين. .. وهو الأمر الذي سبب حزنا عميقا في قلب زوجته أولغا، التي كانت تحبه حبا شديدا، وهي التي تولت الحكم بعد مقتله، بالوصاية على ابنهما ... وهنا يبدأ الجزء الثاني من القصة والذي عنوانه انتقام أميرة لمقتل حبيبها ...


بدية فصول الانتقام ... 


بعد تولي أولغا الحكم بدل زوجها، طمع أمير قبيلة “الدريفليان” وكان اسمه الأمير " مال " في توسيع حكمه والسيطرة كذلك على كييف، ولهذا الغرض قرر الزواج من الأميرة أولغا، فقام بإرسال عدد من خيرة الرجال في قبيلته لأجل إقناعها بالزواج ... 

ما كان من الأميرة أولغا إلا أن أمرت بدفنهم أحياء، وأرسلت للأمير “مال” خطابا تقول فيه أنها قبلت الزواج منه، وهي تستأذنه أن يبقى رجاله عندها بضعة أيام، حتى تكرم وفادتهم وحتى ينشروا الخبر بين أهالي قبيلتها تمهيدا لهم لهذا الأمر ... غير أنها وقبل الزواج، وجب أن تقيم عزاء مهيبا لزوجها، ولهذا الغرض طلبت منه أن يرسل لها أفضل رجاله وأقوى جنوده حتى تتباهى بهم بين أهالي إمارتها ...

 قبل الأمير " مال " بسهولة طلبها، وهذا ما كان، فقد بعث لها حوالي 5000 آلاف من خيرة رجالها وأقواهم، وعندما وصل هؤلاء الرجال، رحبت بهم ترحيبًا شديدًا، أطعمتهم أشهى المأكولات، ثم حبستهم في قلعتها وأمرت بإحراقهم أحياء ...



وصل الخبر بسرعة للأمير، غير أن الأميرة أولغا لم تمنحه فرصة للرد، حيث أنها كانت هي وجنودها جاهزين لتنفيذ الجزء الأخير من الانتقام، فبعد أن قتلت أفضل جنوده، قامت مباشرة بغزو قبيلة  “الدريفليان” ...


قامت أولغا وقواتها بمحاصرة القبيلة، قاموا بالتوسل إليها لتتركهم أحياء، وذلك مقابل إعطائها كل إنتاجهم من العسل، فوافقت وأخبرتهم أنها سوف تعفوا عنهم لكن في مقابل أن يجلبوا لها مع العسل، 3 حمامات من كل منزل حتى يتذكر أهل “الدريفليان” ما فعلته “أولغا” بساداتهم بعد أن قتلوا زوجها “إيغور " ...  وافق الأهالي على هذا الطلب الذي اعتبروه طلبا بسيطا ... 


لكن مالم يخطر في بالهم، أنها كانت بهذا الطلب، هي تخطط للجزء الأخير والحاسم من خطتها الانتقامية، حيث أنه وبعد تسليمها الطيور قام جنودها بربط قطعة قماش مغموسة في الوقود، مربوطة بخيط طويل بعض الشيء في أقدام الحمام ... بعدها أطلقوهم كي تعود كل الطيور إلى بيوت أصحابها وهي البيوت التي كانت مبنية جميعها من الحطب والخشب، وهنا كانت النهاية، حيث احترقت جميع البيوت ...


 بقيت أولغا وجنودها في جنبات القبيلة، حيث كانوا يقتلون كل الهاربين من النار، فيما الأشخاص الذين نجوا من الحرق والقتل، قاموا بإلقاء القبض عليهم وتحويلهم إلى عبيد.


وبالتالي تكون الأميرة أولغا، قد دخلت التاريخ من بابه الواسع، كصاحبة أشد قصص الانتقام النسائية في التاريخ، وذلك في سبيل الحب.


ختاما، نتمنى أن يكون قذا المقال قد لاقى استحسانكم 

دمتم في رعاية الله.


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-