رما سيوف يبدو غريبا ومضحكا جدا، أن نخبرك أنه وبسبب خنزير كادت أن تقوم حربا ضروسا بين أمركا وبريطانيا ... المعلومة نوعا غريبة لكنها حقيقية ... نعم خنزير أشعل فتنة كبيرة بين قوتين عالميتين كبيرتين و كاد أن يتسبب في حرب كبيرة بينهما
كيف ذلك ؟ لمعرفة المزيد من التفاصيل ابقوا معنا وتابعونا على قناتكم أرابيك جيوغرافيك
مرحبا بكم في حلقة جديدة ... إذا كنت تابعنا لأول مرة لا تنس الضغط على زر اشتراك وإذا أعجبك المحتوى اضغط على زر إعجاب ...
كانت أوروبا مطلع القرن العشرين على موعد مع حدث خاص، اطلق عليه اسم حرب الخنزير وهي الحرب التي تطورت بشكل سريع، وكادت أن تتسبب فيما لا تحمد عقباه. .. تعتبر حرب الخنزير واحدة من أكثر الحروب غرابة في التاريخ، ومدعاة للضحك والسخرية، وذلك لكونها كادت أن تتحول إلى حرب حقيقية وطاحنة والسبب في ذلك هو خنزير.
بدأت قصة هذه الحرب سنة 1846م، عندما وقعت كل من بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية معاهدة أوريغون، والتي كان هدفها هو وضع حد لنزاع حدودي امتد لفترة طويلة من الزمن بين الولايات المتحدة الأمريكية وأمريكا الشمالية البريطانية وهي التي تسمى اليوم كندا، وبالخصوص تلك الأراضي الواقعة بين جبال الروكي وساحل المحيط الهادئ.
فقد نصت هذه المعاهدة على ترسيم الحدود الأمريكية / البريطانية عند خط العرض التاسع والأربعين، وهو التقسيم الذي لا زال قائما إلى اليوم، والحدود كانت واضحة، إلا في المنطقة التي تقع فيها بعض الجزر جنوب غرب فانكوفر، حيث كان ترسيمها صعبا بسبب موقعها الجغرافي الحساس والصعب.
وتعتبر جزيرة سان خوان هي واحدة من أكبر وأهم الجزر في هذه المنطقة، وذلك بفضل موقعها الاستراتيجي عند مصب إحدى القنوات المائية، ولهذا فقد ادعت كل من الولايات المتحدة وبريطانيا سيادتها عليها، كما قام كل بلد بإرسال عدد من المواطنين وذلك لأجل استيطان الجزيرة والاستقرار فيها.
وإلى حدود سنة 1859م، كان مستوطنوا البلدين يعيشون جنبا إلى جنب من دون مشاكل، بالرغم من أن تواجد البريطانيين في الجزيرة كان مهما، خاصة بعد دخول شركة خليج هدسون والتي أقامت محطة علاج سمك السلمون ومزرعة لتربية الأغنام في الجزيرة.
كان سكان الجزيرة يعيشون سويًا في هدوء ومن دون مشاكل، حتى يوم 15 يونيو 1859م، حين كان خنزير في ملكية موظف بريطاني في شركة خليج هدسون يدعى تشارلز غريفين، يتجول عن طريق الخطأ في أرض مزارع أمريكي اسمه ليمان كوتلار، فبدأ يأكل من البطاطس التي يزرعها في أرضه، وعندما لاحظ المواطن الأمريكي الأمر، غضب كثيرا وقام بقتل الخنزير، كان غريفين مالك الخنزير، يملك عددًا قليلاً من الخنازير وكان معروفًا عليه بأنه يسمح لهم بالتجول بحرية في أنحاء الجزيرة ، ولم تكن تلك هي المرة الأولى التي كان فيها أحد الخنازير يتجول في أرض كاتلار .. . وبعدما علم غريفين بما حصل لخنزيره، ذهب إلى كوتلار غاضبا وواجهه بالأمر، هذا الأخير عرض تعويضا ماديا عن الخنزير، قدره 10 دولارات لكن غريفين رفض الأمر، بل أكثر من ذلك فقد قدم بلاغا ضد كوتلار لدى السلطات البريطانية المحلية، والتي هددت بالقبض عليه، وهو الأمر الذي أثار موجة غضب عارمة في صفوف المواطنين الأمريكيين المحليين، كما احتجوا بشدة على الأمر، وطلبوا من السلطات الأمريكية توفير الحماية العسكرية لهم، حيث قدموا التماسا بالأمر، وقد استلم هذا الالتماس الجنرال ويليام إس هارني، قائد دائرة أوريغون، والذي كان معروفا بمناهضته لبريطانيا، مباشرة بعد ذلك قام الجنرال ويليام بإرسال مكونة من 66 رجلاً ينتمون إلى فرقة المشاة التاسعة الأمريكية إلى سان خوان، حصل ذلك في يوم 27 يوليو 1859م .
وبمجرد علمه بالأمر، قرر حاكم كولومبيا البريطانية جيمس دوغلاس، إرسال ثلاثة سفن حربية بريطانية رغبة منه لإظهار التفوق على الجانب الأمريكي، وبدأ الجانبان معا يزيدان من وجودهما العسكري ببطء ... غير أن الأمور تغيرت بعد وصول الأدميرال روبرت ل. باينز القائد العام للقوات البحرية البريطانية في المحيط الهادئ، حيث أن جيمس دوغلاس طلب منه توجيه قواته إلى جزيرة سان خوان وتصعيد الأمر، غير أن باينز رفض هذا الأمر، وقال بأنه لن “يُشرك دولتين عظيمتين في حرب بسبب شجار حول خنزير”
وبعدما علمت واشنطن ولندن بالأمر، وبأن نزاعا حول خنزير كاد أن يسبب حربا كبرى، مما سبب صدمة كبيرة لدى مسؤولي البلدين، وبسبب المخاوف من تصاعد هذا الأمر، بدأ الطرفان في المفاوضات، وحتى الوصول إلى اتفاق رسمي، قرر الطرفين معا إبقاء أكثر من 100 رجل في الجزيرة وذلك لأجل ضمان الاستقرار في المنطقة، بعدها أقام البريطانيون معسكرًا في شمال الجزيرة، فيما كان يتمركز الأمريكيون في جنوب الجزيرة.
وفي سنة 1872م قررت لجنة دولية بقيادة القيصر الألماني فيلهيلم الأول ، بأن تصبح الجزيرة بالكامل تحت السيطرة الأمريكية ، وعليه انتهت الأزمة بين الطرفين في المنطقة الحدودية.
وإلى حدود اليوم، لازالت المعسكرات البريطانية والأمريكية قائمة وهي تتواجد في متنزه جزيرة سان خوان التاريخي الوطني، حيث يمكن زيارتها، وتعتبر هذه المعسكرات هي المكان الوحيد في حديقة وطنية بالولايات المتحدة، حيث يتم رفع علم أجنبي فوق الأراضي الأمريكية، ألا وهو العلم البريطاني ... وتقول الولايات المتحدة عن هذا الأمر بأنه علامة على الصداقة التي تربط أمريكا وبريطانيا.