حبار الفراولة


 

تزخر البحار بالعديد من الأسرار والعجائب، بعضها صيغ عنه قصص وحكايا بل وحتى أساطير..

 بالفعل عظيمة هي الأسرار التي يحتويها عالم البحار والمحيطات، إذ أنه وفي كل فترة يُعلن لنا علماء البحار عن اكتشاف بحري جديد وأحيانا يكون هذا الاكتشاف مذهلا ومثيرا للدهشة، ودائما ما تكون هذا الاكتشافات غاية في الإثارة والتشويق، خصوصا وأن علماء البحار لا يتوقفون عن تسجيل وتصوير أهم الاكتشافات واللحظات التي لا تتكرر كثيرا في الأعماق، حيث أن رحلات البحار المدهشة غالبا ما تنتهي باكتشافات مثيرة لكائنات بحرية غريبة جدا، وهذه الصور والفيديوهات والتي توثق لنا هذه الاكتشافات، هي التي تخبرنا عن ظواهر طبيعية غريبة جدا وجديرة بالتتبع ... منها اكتشاف فريد من نوعه لمخلوق بحري ليس له شبيه .. سوف نحدثكم عنه في هذه الحلقة .... ابقوا معنا ... 

.

كان حدثا خاصا، حين أعلن مختصون في عالم البحار عن تمكنهم أخيرا من رصد وتصوير حبار فريد من نوعه وذلك لأول مرة، والذي يطلق عليه لقب " حبار الفراولة "، الحدث اعتبر مهما جدا وأمرا مذهلا، إذ  أنه ولأول مرة يتم تصوير ما يسمى بحبار الفراولة، الذي من النادر جدا أن يظهر في المحيطات .. حصل ذلك في وادي مونتيري، وهو واد عميق جدا تحت البحر في خليج مونتيري قبالة سواحل كاليفورنيا بالضبط في منطقة تسمى الشفق على عمق سحيق جد يقدر ب 2378 قدما ..  يُعرف هذا العمق من المحيط باسم منطقة البحار المتوسطة، حيث تصعب الرؤية فيه، لأنه مظلم جدا ولا يوجد به سوى القليل جدا من الضوء، حيث تعتمد الكائنات الموجودة فيه على صور الظل المنبعث منها لصيد الفرائس .... 

حبار الفراولة هو أحد أنواع الحبار المميزة جدا بشكلها المختلف تماما عن باقي أنواع الحبار، والذي يبدو كما لو أنه كائن أسطوري يعيش في الحكايات فقط، يعيش هذا الحبار في الأعماق السحيقة للبحار، حيث الظلام الدامس، أما السر في تسميته ب حبار الفراولة، فهو راجع إلى  لونه الأحمر وإلى العلامات المميزة جدا على جسمه والتي تظهر على شكل حوامل ضوئية مما تجعله يشبه ثمار الفراولة التي تمتلك بذورا على جدارها، هذه الحبات المميزة تضيء في ظلام المحيط الدامس، مما يعطي بريقا خاصا جدا لجسمه من الخارج يشبه بريق الجواهر ... وتستخدم هذه الصور الضوئية لإنتاج الضوء والاختفاء من الحيوانات المفترسة مثل حيتان العنبر والدلافين وسمك أبوسيف والقرش وأيضا سمك التونة .

كما يتميز هذا النوع من الحبار كذلك، بعيونه المختلفة في الحجم وفي اللون، بحيث أن عينا واحدة زرقاء صغيرة وأخرى خضراء كبيرة ممزوجة باللون الأصفر ... وبسبب اختلاف حجم عينيه هناك من يطلق عليه لقب " الأحول " فيما أن الحقيقة هو أن حجم عيونه غير المتساوي، هو ميزة تنفعه كثيرا لأجل التكيف الجيد في بيئته العميقة، حيث أن هذا التفاوت يمكنه من الرؤية الجيدة في أعماق المحيطات، إذ أنه يتمكن من رؤية الزوايا المظلمة والمضيئة، بحيث أن العين الكبرى يستخدمها عند رغبته في الرؤية للأعلى فيما العين الصغرى هي التي يستعملها عند الرؤية في الأسفل، أي في الأعماق السحيقة داخل المحيطات ...

أما عن طول حبار الفراولة، فهو عادة ما يتراوح حوالي 13 سنتيمتر، غير أنه قد سبق وثم العثور على حبار فراولة آخر يبلغ طوله 29 سم، ومن المعلومات المهمة التي توصل إليها العلماء من خلال متابعتهم لحبار الفراولة هو أنه مخلوق ذكي جدا، وهذا ما يفسر قدرته الكبيرة على التكيف مع بيئته في أعماق البحار .. 

دمتم في رعاية الله


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-