عجائب الدنيا السبع القديمة والجديدة

 


حين بدأ السياح الأوائل في القرن الأول تقريباً باستكشاف دول البحر المتوسط أنشأوا قائمة تتألف من سبعة أماكن مذهلة، أطلق عليها لاحقاً "عجائب الدنيا السبع". و هي أعمال معمارية و فنية تظهر قدرة الإنسان على الإبداع و العمل الجاد. 

في  عام 2000 ، أطلقت مؤسسة "العالم المفتوح الجديد" مشروعاً لاختيار عجائب الدنيا السبع الجديدة، و ذلك لأن العجائب القديمة تدمرت جميعها باستثناء الأهرامات. تم التصويت عبر الانترنت و الرسائل النصية، و وصل عدد المشاركين الى 100 مليون. في 7 - 7 -2007 تم الاعلان عن العجائب السبعة الجديدة. 

نتحدث الان علي عجائب الدنيا السبع القديمة و الجديدة. 


العجائب السبع القديمة: 

الهرم الأكبر في الجيزة

بنيت الأهرامات الثلاثة : خوفو، خفرع ، منقرع بين عام 2700 و 2500 قبل الميلاد. يعتبر الهرم الأكبر أو هرم خوفو الأكثر روعة. إنه تحفة هندسية. شيد كمقبرة لفرعون الأسرة الرابعة خوفو و استمرت أعمال البناء 20 عاماً، مؤلف من مليوني كتلة حجرية تزن الواحدة منها من اثنين إلى ثلاثين طناً. 

يبلغ ارتفاعه 148 متراً و كان يعد أطول مبنى في العالم لمدة 4000 عام ، كما يوجد فيه ممرات ضيقة و غرف مخفية لإبعاد لصوص المقابر.

يجدر القول ان الأهرامات هي المعلم الوحيد الذي نجا من بين العجائب القديمة حتى يومنا هذا. 

منارة الإسكندرية 

تقع المنارة في جزيرة فاروس في مصر و تعد أول منارة في العالم، تم انشاءها في عهد بطليموس الثاني عام 270 قبل الميلاد، مهمتها توجيه السفن الى الميناء ليلاً. يعتقد العلماء المعاصرون أن ارتفاع المنارة كان يبلغ حوالي 114 متراً. و قد دمرت تدريجياً بسبب الزلازل و انهارت في البحر. تم انشاء قلعة قايتباي على أنقاضها. 

حدائق بابل المعلقة

بنيت حدائق بابل المعلقة حسب الشعراء اليونانيين القدماء بالقرب من نهر الفرات من قبل الملك البابلي نبوخذ نصر نحو عام 600 قبل الميلاد. قيل أن ارتفاع الحدائق كان يبلغ 100 متراً.

تحتوي الحدائق على مدرجات ضخمة و لديها نظام ري. على الرغم من تكرارها في روايات الأدب اليوناني و الروماني إلا أنه لم يتم العثور على أدلة على وجودها و لم يتم ذكرها في النقوش المسمارية البابلية.

تمثال رودس 

عندما تعرضت جزيرة رودس في البحر المتوسط لهجوم فاشل من قبل المقدونيين، بنى سكانها تمثالاً برونزياً لإله الشمس (هيليوس) احتفالاً بالنصر. صمد التمثال لمدة 60 عاماً فقط قبل أن تتسبب الزلازل القوية بانهياره. لم يبق دليل على وجوده بعد صهر البرونز المستخدم في صنعه و بيعه.

تمثال زيوس 

صنع النحات اليوناني فيدياس تمثال زيوس و تم وضعه في معبد زيوس في أولمبيا، منتصف القرن الخامس قبل الميلاد. تم صنع جسد التمثال من العاج و العباءة من الذهب و كان جالساً على عرش خشبي. يبلغ ارتفاعه 12 متراً. 

بقي هناك لأكثر من ثمانية قرون، يقول البعض أن الإمبراطور ثيودوسيوس الثاني منع الألعاب الأولمبية و أغلق المعبد و تدمر بعد ذلك بسبب الزلازل. و يرجح البعض الآخر أن التمثال نقل الى القسطنطينية و تدمر في حريق عام 462 ميلادي.

معبد أرتميس 

يقع المعبد في إفسوس في تركيا، كان معبدًا رخاميًا بني حوالي سنة 350 قبل الميلاد لعبادة إلهة الصيد أرتميس. تم تدمير المعبد و إعادة بنائه عدة مرات بسبب الفيضانات و الحرائق و الزلازل. أعيد اكتشافه في منتصف القرن التاسع عشر.


ضريح موسولوس 

حكم الملك اليوناني موسولوس مملكة كاريا و اتخذ مدينة هاليكارناسوس (بودروم حالياً) عاصمةً له. و قد شيد لنفسه ضريحاً فخماً عام 353 قبل الميلاد. يقول بعض الباحثين أن أرتيميسيا زوجة موسولوس هي من شيدت الضريح. 

يبلغ ارتفاعه حوالي 45 متراً، و يتكون من ثلاثة أجزاء، القسم السفلي عبارة عن قاعة من الرخام الأبيض، الثاني يحتوي على 36 عموداً و القسم العلوي هو سقف على شكل هرم مدرج تعلوه عربة فاخرة ذات أربع جياد. و قد تعرض لزلزالٍ عنيف في القرن الثالث عشر فلم يبق منه سوى الأنقاض.

لننتقل الآن الى العجائب الجديدة

والتي ما زالت موجودة حتى اليوم،

يجدر الذكر أنه تمت اضافة الأهرامات فخرياً الى هذه القائمة.

سور الصين العظيم

يمتد سور الصين على الحدود الشمالية للصين لمسافة21 ألف كيلومتر، و قد تم بناؤه كمشروعٍ دفاعي عسكري ليحمي الحدود من الهجمات، كما يتألف من جدارين متوازيين لمسافات طويلة، و تنتشر على طوله أبراج مراقبة و ثكنات. على الرغم من أنه تم بناؤه ليصد الهجوم و الغزوات إلا أنه فشل في ذلك، فقد غزا المغول الصين.


تشيتشين ايتزا 

بنيت هذه المدينة عام 500 قبل الميلاد من قبل شعب المايا، في شبه جزيرة يوكاتان بالمكسيك، ازدهرت في القرنين التاسع و العاشر ميلادي. و عندما احتلها التولتِك، أضافوا بصمتهم على المعابد و الأبنية. 

و تحتوي على هرم مدرج يسمى "كوكولكان" أو الأفعى ذات الريش، يبلغ طوله 54 متراً، و كان يعتبر مرصداً و معبداً، حيث كانوا يقدمون القرابين البشرية في حال ندرة الأمطار. 

يتألف الهرم من 365 درجة و هو عدد أيام السنة الشمسية. خلال فترة الاعتدال الربيعي و الخريفي، تلقي الشمس بظلالها على الهرم الذي يعطي مظهر ثعبان ينزلق أسفل السلم الشمالي.

ماتشو بيتشو 

توجد هذه المدينة في البيرو على قمة جبل يبلغ ارتفاعه 2340 متراً. بنيت في القرن الخامس عشر ميلادي بواسطة حضارة الإنكا.

تضم المدينة مباني رائعة و معابد و قصور و شوارع صغيرة، و فيها أراضٍ زراعية و قنوات للري. هجر السكان المدينة وقت الغزو الاسباني، و بقيت مخفية عن الاسبان و معروفة لدى السكان المحليين ، حتى أعاد هيرام بينجهام اكتشافها سنة 1911. 

البتراء 

تقع مدينة البتراء جنوب الأردن، وسط الوديان الصحراوية و الجبال الحجرية. تلقب بالمدينة الوردية نسبةً الى لون صخورها. بنى الأنباط هذه المدينة و اتخذوها عاصمة لهم، فازدهرت و أصبحت مركزاً تجارياً هاماً في تلك الفترة. و قد نحتوا قنوات لتصريف مياه الأمطار في حالة الفيضانات و أماكن لتخزينها، لتستعمل بعد ذلك في الري. مع أن الزلازل ضربت المنطقة عدة مرات إلا أنها صمدت و  يعود ذلك الى طريقة بناءها كجزء من الجبال.

تمثال المسيح الفادي

تحتضن ريو دي جينيرو بالبرازيل تمثالاً ضخماً للسيد المسيح موجود على قمة جبل كوركوفادو. حيث يبلغ طوله 38 متراً و أذرعه الممدودة حوالي 28 متراً. و قد صنع النحات الفرنسي باول لاندويسكي التمثال من الكونكريت و الحجر الأملس. 

بدأ بناؤه عام 1926 و انتهى بعد خمس سنوات. يعتبر التمثال رمزاً ثقافياَ للبرازيل و لمدينة ريو دي جينيرو. كما يعرض في الأفلام للدلالة على أن الأحداث تقع في البرازيل.

مدرج الكولوسيوم 

بني الكولوسيوم وسط روما في زمن الامبراطورية الرومانية، في القرن الأول الميلادي.

يبلغ طول المدرج 189 متراً. و يتسع ل 50000 متفرج. و قد كان قتال المصارعين و معارك الحيوانات شائعة في ذلك الوقت، و كان يتم ضخ المياه في الكولوسيوم لعمل أنشطة مائية.

وفقاً لبعض المصادر، توفي حوالي 500000 شخص في الكولوسيوم. 

تاج محل 

يعتبر هذا الضريح في أغرا بالهند، أحد أكثر المعالم شهرة في العالم. و هو مصنوع من الرخام الأبيض. بناه الامبراطور المغولي شاه جهان في القرن السابع عشر تكريماً لزوجته (ممتاز محل).

بني الضريح على مسطبة عريضة و قد أقيمت 4 مآذن على أركانها، يصل ارتفاعها الى 37 متراً  يتوسطها الضريح ذو الواجهات الأربعة، يعلوه قبة مركزية تحيط بها أربعة قباب أصغر.

يعتبر تاج محل تحفةً في عالم الهندسة المعمارية، فهو يجمع كلاً من الطراز الاسلامي، الفارسي، و الهندي.

يضم المعلم أيضاً حديقة ضخمة تتوسطها بركة مياه مستطيلة. وفقاً لبعض المصادر، تمنى شاه جهان أن يكون له ضريحٌ من الرخام الأسود. لكن أحد أبناءه عزله قبل أن يبدأ ببنائه. 

دمتم في أمان الله والى اللقاء.


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-