عالم البحار مليء بشتى أنواع الغرائب والأسرار، ومنها كائنات وأنواع أسماك تعتبر الواحدة منها أغرب من الأخرى، ومن أسرار عالم البحار كائن بحري غريب جدا، يثير كل يوم فضول المهتمين، يطلق عليه اسم سمكة عيون البرميل، الاسم غريب نوعا ما، لكن هذا الكائن البحري أو السمكة، هو في حد ذاته يعتبر أكثر غرابة.
.
.
.
سمكة ماكروبينا الشهيرة باسم عيون البرميل أو السمكة ذات الرأس الشفاف، تبدو للوهلة الأولى كما لو أنها كائن فضائي، غير أنها في الحقيقة هي كائن بحري يعيش في أعماق المحيطات، عندما تتحرك تبدو كما لو أنها غواصة صغيرة الحجم، مع نافذة زجاجية في الأمام ...
سمكة عيون البرميل وهي تُعرف كذلك باسم السمكة الشبح، هي سمكة صغيرة الحجم، تتواجد على الخصوص في المحيط الهادئ والمحيط الهندي، تعيش في أعماق سحيقة جدا هناك، حيث يكون الضغط مرتفعا جدا، والرؤية تكاد تكون منعدمة. .. وهذا أحد الأسباب كونها تعتبر من الكائنات البحرية النادرة، والتي لا يراها الإنسان كثيرا، كما أن الباحثين المهتمين أنفسهم رصدوها في مرات قليلة جدا، ولهذا السبب تعتبر رؤيتها تجربة نادرة جدا.
سبب غرابة شكل هذه السمكة، يعود إلى شكل رأسها الشفاف وبالأساس إلى كيفية توزيع الحواس داخل الرأس، فرأسها الشفاف هذا يُمَكن من رؤية كل ما بداخلها، حيث يبدو واضحا تواجد كرتين بداخل الرأس لونهما أخضر، تبدوان للوهلة الأولى كما لو أنهما مخ السمكة، لكنهما في الحقيقة عيناها ولونهما أخضر، كما يبدو ظاهرا من خلال الرأس الشفاف كذلك بؤرتان يَعْلُوَان الفم، يبدوان تماما كما لو أنهما عينان لكنهما في الحقيقة فتحات أنفية للشم.
أما اسم عيون البرميل فهو يعود إلى طبيعة شكل عيونها الأنبوبية، والتي بفضلهما تتمكن هذه السمكة الغريبة من اصطياد الفرائس بكل سهولة، إذ أنها تستطيع توجيه عينيها إلى الأعلى وإلى الأمام بكل سهولة، وأيضا تستطيع كذلك تحريك عينيها في جميع الاتجاهات وبالتالي الرؤية، ويساعدها على ذلك رأسها الشفاف، أي أنها تستطيع الرؤية من الأعلى والأسفل واليمين وكذا اليسار، ترى من الأمام وحتى من الخلف، وهذه الميزة بالذات تجعلها قادرة على رصد فريستها في أي اتجاه كانت .
سمكة عيون البرميل، تمتلك زعانف كبيرة جدا تساعدها على الاستقرار حتى من دون حركة، كما تمتلك معدة كبيرة، ما يعني أنها تأكل كثيرا، عكس فمها الصغير والذي يعطي انطباعا أنها تأكل فقط الأسماك الصغيرة
للأسف، أنه لا توجد معلومات وافية على أسلوب حياة هذا النوع من الأسماك، والسبب في ذلك كون أن مراقبتها تعتبر عملية صعبة للغاية، ومن المعلومات التي عجز المختصون عن معرفتها بدقة، هي نوع الطعام المفضل لديها، لكن سبق وأن ثم العثور في أحشائه على بقايا قناديل البحر، مما يدل على أنها من فرائسه المفضلة، أما عن أسلوب طعامها فهناك اعتقاد كبير على أنها تقوم بسرقة الطعام الذي تصطاده السحاريات وهي طائفة من اللافقريات البحرية.
أما عن المعلومات القليلة التي تمكن العلماء من معرفتها، فهي أن هذه السمكة قليلة الحركة، وأنها غالبا لا تتحرك إلا عند رؤية فريستها ... وإلى حدود اليوم، لا يعرف العلماء عدد هذه الأسماك بالضبط، لكن من المرجح أن أعدادها ليست بالهائلة...
دمتم فى امان الله