حرب جومبي بين قبيلتين شمبانزي

 




حرب جومبي :

هل سمعت من قبل عن حرب جومبي؟ لا، انها ليست حرباً بين دولتين بل هي حرب عصابات بين قبيلتي شمبانزي دامت أربع سنوات و استخدم فيها القتل و التعذيب و الخطف و نصب المكائد.

..


عندما مات الملك، حصلت انشقاقات، مما أدى الى تشكيل مجموعات منفصلة فاندلعت الحرب. لو أننا نتكلم عن البشر لكان شيئاً عادياً لكن الغريب في الأمر أن هذا حصل في مجموعة للشمبانزي.

في مملكة الحيوان، قد تتشاجر الحيوانات على الطعام و الأرض و الموارد الأخرى، لكن من النادر جداً أن تتحول هذه المشاجرات الى حروب منظمة و ماكرة.

تقع حديقة غومبي الوطنية في تنزانيا، و تعد موطناً لقبيلة من الشمبانزي أطلقت عليها الباحثة جين غودال اسم "كاساكيلا" و هي مجموعة تعيش في المنطقة الشمالية من المتنزه. لكن المنطقة ما لبثت أن أصبحت ساحة حربٍ و معارك طاحنة استمرت من عام 1974 حتى 1978.

سبب الحرب هو الصراع على السلطة و الأرض، مات زعيم القبيلة المسمى "ليكي"، لقد كان قوياً فلديه تحالفات عديدة و مساعدون و الجميع يطيع أوامره. عندما أصبح مساعده "همفري" هو الزعيم الجديد، ظن بعض أفراد المجموعة أنه ليس أهلاً لقيادتهم، فقرروا الانفصال و التمرد و تشكيل مجموعة صغيرة ثم الانطلاق نحو الجنوب ليرسموا حدود منطقتهم الخاصة. سميت هذه المجموعة كاهاما أو يمكن أن نقول المجموعة الجنوبية.

بدأت الشمبانزي تشعر بأن القبيلة تصدعت، فالمجموعة الجنوبية أصبحت تهتم ببعضها البعض تاركةً الباقين في المنطقة الشمالية. مما أثار حفيظة الزعيم الجديد و الذي كان يخطط لشن هجومٍ عنيف على هؤلاء المتمردين.

تصاعدت التوترات بين القبيلتين حتى وقعت جريمةٌ فظيعة متعمدة : لقد هاجمت مجموعة من القبيلة الشمالية مكونة من ستة ذكور قبيلة كاهاما و نصبوا لأحدهم كميناً بينما كان يأكل الفاكهة. لم ينجح في الهرب. ضربوه بصخرة ضخمة  و بكل عنفٍ و وحشية ثم تركوه ليموت متأثراً بجراحه، لقد قتلوه بدمٍ بارد. لم تقف الأمور عند هذا الحد بل استغلوا نقطة ضعف الشمبانزي بأنه يحب الأكل منفرداً و لا يشارك أصدقائه و عائلته الطعام، لهذا، استفاد أفراد المنطقة الشمالية من هذا الأمر ليهاجموا أثناء وقت تناول الطعام و ينفذوا عملية الاغتيال بنجاح. و هكذا تم قتل جميع الذكور في قبيلة كاهاما الجنوبية.

أما بالنسبة للإناث، فقد تم إجبارهن على العودة الى القبيلة الشمالية و التي ترفض يتم قتلها.

كان الانتصار حليفاً للمجموعة الشمالية في النهاية، فقد استحوذت هذه القبيلة على أراضي كاهاما. لكن حدث ما لم يكن في الحسبان، فسرعان ما وجدت نفسها تواجه عدواً جديداً و بأعداد كبيرة، انها قبيلة كالاندي. 

لم تستطع المجموعة مواجهة كالاندي مع استمرار المناوشات العنيفة على الحدود، فقررت المجموعة الشمالية التخلي عن الأراضي الجديدة.

هذه الحروب بين الشمبانزي أظهرت الجانب المظلم من حياتها، فلطالما اعتقد العلماء أن هذا الحيوان مسالم و نباتي. لكن يجدر القول أن بعض الباحثين ظن أن سلوك جين غودال دفع الى تغير سلوك المجموعة و تغيير تنظيمها مما أدى الى نشوب هذه الحرب، فقد كانت تطعم بعض الشمبانزي. لكن البعض الآخر قال أن هذه الحرب كانت واقعاً حتمياً بعد موت الزعيم السابق.


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-