كانت صراعا دمويا عالميا، وواحدة من أكثر النزاعات تدميراً في التاريخ، فقد أودت هذه الحرب بحياة حوالي 60 مليون شخص، فضلا عن ملايين المصابين من شتى أنحاء العالم ...
بعد ان انتهت الحرب العالمية الاولى
اجتاحت ألمانيا بولندا في الفاتح من سبتمبر سنة 1939، وبعد يومين أي في ال 3 من سبتمبر أعلنت فرنسا وبريطانيا الحرب على ألمانيا، وهكذا كانت انطلاقة الحرب العالمية الثانية ...
الحرب العالمية الثانية انطلقت شرارتها في الأول من سبتمبر سنة 1939 وانتهت في الثاني من سبتمبر سنة 1945، بين مجموعتين من القوى المتحاربة، وهي: دول المحور وكانت تضم إيطاليا، وألمانيا، واليابان، ودول الحلفاء، وكانت تضم : فرنسا، بريطانيا العظمى، الولايات المتحدة الأمريكية، والاتحاد السوفياتي، والصين
فقد أحدثت الحرب العالمية الأولى، والتي انتهت بهزيمة دول المركز وهي ألمانيا النمسا والامبراطورية العثمانية، تغييرًا كبيرا على الخريطة السياسية في أوروبا، أهمها ظهور عدد من الأيديولوجيات والحركات أبرزها الفاشية في إيطاليا، والنازية في ألمانيا مع صعود أدولف هيتلر للسلطة
ويرجع السبب الرئيسي لقيام الحرب العالمية الثانية إلى تصرفات ألمانيا النازية، واحتلالها لعدة مناطق واعتداءاتها المتكررة على بلدان عديدة، غير أن ما كانت تقوم بها ألمانيا بزعامة هتلر، لم يكن سوى نتيجة مباشرة لمخلفات الحرب العالمية الأولى ... فالحرب العالمية الثانية كانت نتيجة منطقية للتسويات التي وقعت بعد الحرب العالمية الأولى، في إطار معاهدة فيرساي والتي غيرت رسم خريطة العالم وخاصة أوروبا.
حيث أن معاهدة فرساي والتي أُبرمت سنة 1919 تضمنت بنودا عقابية ضد ألمانيا، حيث أنها بموجب هذه المعاهدة خسرت 12.5% من مساحتها وأيضا 12% من سكانها، ونسب هامة من ثرواتها، حيث أنها خسرت من إنتاجها الزراعي والصناعي وأيضا إنتاجها من الحديد. كذلك فإن هذه المعاهدة حدت من قدرات ألمانيا العسكرية، حيث أنها نصت على ألا يزيد الجيش الألماني على مائة ألف جندي، ومن جهة أخرى، فقد ألزمت هذه الاتفاقية ألمانيا بدفع تعويضات هامة جدا لصالح دول الحلفاء.
وهكذا كان بروز النازية بألمانيا بزعامة أدولف هيتلر التي أقامت حلفا مع الفاشية الإيطالية، عرف بدول المحور، وانضمت إليهم بعد ذلك اليابان.
اشتعلت الحرب في أوروبا، حيث كان الجيش الألماني متفوقا ومتقدما على جميع الجبهات الأوروبية، فقد احتلت ألمانيا عددا من المناطق منها باريس، غير أنها ارتكبت خطأ كبيرا حين قامت بمهاجمة الاتحاد السوفياتي في يونيو 1941، حيث سهل على البريطانيين مهاجمتهم من بعد.
بالنسبة للولايات المتحدة الأميركية، فهي لم تدخل الحرب في أول الأمر، لكنها فرضت حظرا بتروليا على اليابان وأيضا منعت تصدير الحديد إليها، مما جعل اليابان تقوم في السابع من ديسمبر 1941 بمهاجمة الأسطول الأميركي في المحيط الهادي، وهكذا دخلت الولايات المتحدة الحرب ضد دول المحور.
شهدت الحرب العالمية الثانية العديد من المعارك والمحطات الحاسمة، بحيث كان لكل معركة تأثيرها في مسار الحرب وفي النتائج وأهم هذه المعارك كانت :
معركة ستالينغراد :
التي جرت في مدينة ستالينغراد، واستمرت حوالي ستة أشهر بين أغسطس/آب 1942 وفبراير/شباط 1943، حيث دخل الألمان المدينة وحولوها إلى أنقاض، فاحتدم القتال داخلها بشكل عنيف مع الجيش الأحمر، وفعلا تمكن الألمان من إخضاع أغلب مناطق المدينة، غير أنهم لم يستطيعوا كسر آخر الخطوط الدفاعية للجيش الأحمر بالضفة الغربية لنهر الفولغا، لتنتهي المعارك باستسلام الجيش الألماني .... وتعتبر معركة ستالينغراد واحدة من أكثر المعارك دموية في تاريخ الحرب، حيث قتل فيها حوالي مليون شخص
أيضا من المعارك المهمة كانت معركة ميدواي ...
وقعت هذه المعركة في يونيو/حزيران 1942، بين الاسطول البحري الأمريكي والأسطول البحري الياباني، وقد تمكنت القوات البحرية الأميركية خلالها من صد هجوم قوات البحرية اليابانية على جزيرة "ميداوي"، وإلحاق أضرار وخسائر كبيرة بالأسطول الياباني، وبحسب مؤرخين عسكريين، فإن معركة ميداوي تعتبر الضربة الأكثر روعة وحسما في تاريخ الحروب البحرية.
من معارك الحرب الحاسمة، كانت هناك معركة العلمين ....
والتي جرت في نوفمبر/تشرين الثاني 1942 على الأراضي المصرية بين القوات الألمانية والإيطالية، وانتهت بهزيمة ساحقة للألمان
وفي السادس من يونيو/حزيران 1944 قامت قوات الحلفاء بقيادة الجنرال الأميركي دوايت آيزنهاور بإنزال عسكري كبير جدا في شمال فرنسا على شاطئ النورماندي، بجيش أغلبه أمريكي وقوامه فاق المائتي ألف جندي، وقد اعتبرت هذه العملية هي أكبر إنزال عسكري في القرن العشرين، حيث مكن هذا الإنزال من تحرير المنطقة من الجيش الألماني.
وبعد الهزائم المتتالية التي تعرض لها الألمان، دخل الحلفاء ألمانيا في ديسمبر/كانون الأول 1944، فأعدم الثوار الإيطاليون "موسوليني" وفي يوم 30 أبريل/نيسان 1945 انتحر هتلر فاستسلمت ألمانيا.
لكن ورغم استسلام ألمانيا، بقي اليابانيون يقاومون، ولم تتوقف الحرب بشكل نهائي إلا بعد قصف مدينتي هيروشيما وناكازاكي بقنبلتين ذريتين تعتبران أول استخدام للقنابل الذرية في التاريخ.
ففي يوم 6 أغسطس/آب 1945، ألقت طائرة أمريكية القنبلة الذرية الاولى وأطلق عليها اسم "الولد الصغير" على مدينة هيروشيما، وكانت قنبلة يورانيوم وزنها يفوق 4 أطنان ونصف، وبعد دقيقة واحدة من إسقاطها قتل 66 ألف شخص، وجرح 69 ألفا آخرين، أغلبهم عاش بعاهات وإعاقات مدى الحياة بسببها.
القنبلة الثانية واسمها "الرجل البدين"، ألقيت على مدينة ناجازاكي بعد ثلاثة ايام في يوم 9 أغسطس/آب 1945، وهي كانت قنبلة بلوتونيوم، أسقطت وسط المدينة، قتلت 39 ألف شخص، وجُرح 25 ألفا آخرين.
وعلى إثر ذلك، وفي يوم 2 سبتمبر/أيلول 1945 وقّعت اليابان وثيقة الاستسلام من دون شروط، وبعدها بثلاثة أيام رفع العلم الأمركي فوق العاصمة طوكيو.
أعادت الحرب العالمية الثانية تشكيل خريطة العالم السياسية، حيث أفرزت الولايات المتحدة الأميركية كقوة كبرى في العالم، وكفاعل رئيسي في النظام العالمي الجديد، ومن جهة أخرى ثم إنشاء هيئة الأمم المتحدة لأجل تكريس الخريطة الجديدة.
وبذلك انتصر دول الحلفاء على دول المحور، بعد ان خلفت الحرب العالمية الثانية خسائر كبيرة جدا في الأرواح، بلغت حوالي 17 مليون من العسكريين وأضعاف ذلك من المدنيين.
فبعد ست سنوات من القتال الشرس، انتهت الحرب العالمية الثانية ..