الحشرات المضيئة، هي تلك الحشرات التي تستطيع إصدار الضوء من جسمها، من دون مساعدة خارجية، حيث يوجد في الطبيعة، العديد من أنواع الحشرات التي تتميز عن غيرها، بقدرتها المميزة على إصدار الضوء والإضاءة، ويطلق على هذا النوع من الكائنات اسم " الأحياء المضيئة "، ومعظم الحشرات المضيئة هي من الحشرات التي تستطيع الطيران ليلا، وتعتبر الخنافس هي أهم وأكبر مجموعة لهذه الحشرات المضيئة، إذ أنها تحتوي على مجموعة أعضاء جد متطورة لأجل توليد الضوء.
ومن جهة أخرى، تمكنت العديد من الحشرات من تطوير أعضاء ضوئية خاصة بها وذلك لأجل إنتاج الضوء، بحيث أنه عادةً ما تنشأ هذه الأعضاء المضيئة بشكل عام من الأجسام الدهنية، أما هذه الأعضاء، فهي غالبا توجد إما على الرأس أو الصدر أو البطن أو حتى في المنطقتين معا من الجسم.
إذن كيف تصدر هذ الحشرات الضوء؟
الجواب : هو أن بعض الحشرات تستطيع إصدار ضوء في الليل بحيث يمكن رؤيتها والتعرف عليها بسهولة، وذلك عن طريق استخدام مواد كيميائية تسمى لوسفيرين، وهذه المواد الكيميائية توجد في داخل خلايا جسم الحشرة، وبسبب تفاعل هذه المواد الكيميائية مع بعضها وتفاعلها أيضا مع الأكسجين الذي يدخل جسد الحشرة ... يشع الضوء من أجساد هذه الحشرات ...
من جهة أخرى، وإذا كانت هذه الحشرات تضيء ليلا، فهذا ليس من قبيل الصدفة الطبيعية أو اعتباطا، بل إن أسبابا محددة، هي التي تجعل هذه الحشرات تضيء، ومن أهم هذه الأسباب:
أن هذه الحشرات في الكثير من الأحيان تستعمل الإضاءة ليلا كشارة للتزاوج : بحيث أن الإضاءة في الليل تساعدها على جذب وتجميع أفراد كثر من نفس النوع، إناثا وذكورا ... يحدث ذلك غالبا لغرض توفير فرصة أكبر لأجل التزاوج، خاصة وأن نوع إضاءة الذكور مختلف عن نوع إضاءة الإناث
وأيضا تستعمل هذه الإضاءة لأجل الافتراس : إذ أن العديد من أنواع الحشرات، قد تستعمل ضوئها، فقط كفخ لأجل جذب حشرات أخرى، وذلك حتى تصطادها وتفترسها وبالتالي تتغذى عليها
وكذلك تستعمل الحشرات المضيئة ضوئها لأجل الدفاع عن نفسها : حيث تستخدم ضوئها كوسيلة لتخويف من يحاول افتراسها وبالتالي الدفاع عن نفسها، ومن أشهر الأمثلة على الحشرات المضيئة التي تستخدم ضوئها لأجل الدفاع عن نفسها ضد هجمات المفترسين هي " ديدان السكك الحديدية "
وتوجد في الطبيعة ثلاث أنواع كبرى من الحشرات المضيئة وهي :
المجموعة الأولى وهي اليرقات الصغيرة، وهذا النوع من الحشرات يتواجد خاصة في كهوف مدينة "يتومو" المتواجدة في الجزيرة الشمالية في نيوزيلندا ... حيث اشتهرت هذه الكهوف منذ سنوات طويلة بتواجد أنواع نادرة من اليرقات المضيئة فيها، والتي تصدر ضوء فسفوريا، وذلك من أجل البحث عن الطعام في تلك الكهوف المظلمة، إذ أنها تتغذى غالبا على حشرات أخرى لافقارية.
المجموعة الثانية وهي الخنافس المضيئة واليراعات وهذا النوع من الحشرات ينتمي إلى عائلة الخنافس، يوجد بها حوالي 2000 نوع منتشر في العالم، وعادة هي تعيش في الغابات والمناطق الاستوائية الحارة.
أما المجموعة الثالثة من الحشرات المضيئة فهي تنتمي إلى جنس الصراصير، والذي يعيش غالبا في غابات وسط وجنوب أمريكا.
يتكون جسم الحشرات المضيئة من ثلاث مناطق رئيسية وهي :
الرأس : وهو يوجد في المنطقة الأمامية من جسم الحشرة المضيئة ... وهو يتكون من زوجين من الأعين المركبة وزوجًا من قرون الاستشعار وأيضا الفم الذي تستخدمه هذه الحشرات لّأجل افتراس الحشرات الأخرى الأصغر منها حجما.
المنطقة الثانية وهي الصدر : يتكون من ثلاث حلقات ... بحيث تحمل كل حلقة زوجا من أرجل المشي ... فيما تحمل الحلقة الثانية والثالثة زوجين من الأجنحة
المنطقة الثالثة وهي البطن : وهو المنطقة الأخيرة للحشرات المضيئة، وهو يتكون من 11 حلقة
أما فيما يخص التزاوج بين جنسي الحشرات المضيئة، فهو يحصل في فصل الصيف ليلا، إذ تضع الأنثى بيضها في التربة ... وبعد أربعة أسابيع يفقس هذا البيض وتخرج منه اليرقات التي تصبح تتغذي على الحشرات الأصغر منها الموجودة في التربة.
تقضي هذه اليرقات فصلي الخريف والشتاء وهي تدفن نفسها في التربة وبعد مرور عامين، وعند بداية الصيف تتحول هذه اليرقات إلى حشرات مضيئة كاملة.