القرصان المسلم الذي تعمدت هوليود تشويه صورته جاك وارد او جاك سبارو


 

إسمه الحقيقي جاك وارد، غير أن هذا الاسم غير راسخ في الأذهان مثل الاسم الثاني الذي اشتهر به، ألا وهو : جاك سبارو ... فأغلبنا سمع وعرف هذا الاسم على أساس أنه تلك الشخصية الخيالية التي قام بتأدية دورها الممثل الهوليودي جوني ديب في سلسلة أفلام قراصنة الكاريبي .... وهو زعيم القراصنة الذي يستخدم ذكاءه ودهاءه ومكره عوض القوة لتحقيق كل ما يريد.


لكن في الواقع هو شخصية حقيقية، عاشت في القرن السادس عشر ...  وتسمية جاك سبارو والتي تعني بالعربية جاك العصفور، كانت بسبب عشقه وولعه بالعصافير، وهذا ما يفسر وشم العصفور الصغير الذي ظهر على ذراع جوني ديب في سلسلة أفلام قراصنة الكاريبي ...


جاك وارد من مواليد جنوب شرق لندن، سنة 1553، هو من أسرة فقيرة، وكان يعمل صيادا، وبسبب ظروف الحرب بين بلاده أي إنجلترا وإسبانيا، انظم جاك وارد إلى القوات الإنجليزية سنة 1588،  حيث التحق بالقوات البحرية الملكية البريطانية، وبدأ يعمل على متن سفينة اسمها " ليونز ويلب " وبعد أيام قليلة قام جاك ومعه حوالي 30 من زملائه بسرقة سفينة صغيرة كانت راسية في "بورتسموث" في منطقة "هاربور" وأبحروا بها إلى جزيرة " وايت " واستولى بعدها على سفينة أخرى تسمى " ذي فيوليت " استولى على كل ما فيها وقام جاك بتغير اسمها إلى "جاك الصغير"، واستمر على هذا الحال في قرصنة السفن التجارية ..

ليصبح بعدها جاك سبارو قرصانا يهابه الجميع، حيث أصبح يتربص بالسفن الاسبانية، فتحول إلى مصدر قلق ورعب بالنسبة للإسبان، وذلك بموافقة الملكة إليزابيت الثانية وبترخيص شخصي منها، استمر الوضع على هذا الحال، واشتهر جاك سبارو في كل أنحاء أوربا كقرصان خطير لا يخشى شيئا ... حتى استلم جيمس الأول عرض إنجلترا سنة 1603 وأنهى الحرب، بعد الخسائر الجسيمة التي تكبدتها إنجلترا في حربها مع الإسبان.


بعد توقف الحرب بين إنجلترا وإسبانيا، أمر الملك بتوقف كل عمليات القرصنة ضد السفن الإسبانية، وبضرورة عودة الجميع إلى مهنهم الأصلية، لكن الأمر كان صعبا على جاك سباراو ورفاقه حيث أصبحت القرصنة هي مورد رزقهم ... وبعد تهديد الملك لغير المنضبطين للأوامر بالإعدام، استجاب سباراو إلى الأمر ولكن لمدة قصيرة، حيث أن حب البحار والحنين إليها أخذه من جديد، فعاد إلى القرصنة ... وبالتالي أصبح مطلوبا إلى العدالة الإنجليزية وأصبح مطاردا، وبعد تضييق الخناق عليه من طرف سلطات عدد كبير من الدول الأوربية ..... 

كان القرار الذي سوف يقلب حياته رأسا على عقب، ألا وهو الهروب إلى بلاد المغرب العربي، وهناك بدأت مرحلة جديدة في حياته 


هرب جاك سباراو إلى بلاد المغرب العربي، وكانت وقتها تحت الحكم العثماني ... 

وهناك استمر في ممارسة نشاطه في القرصنة، رفقة طاقمه الذي هرب معه، وظل يهاجم كل السفن التجارية، وخلال مروره في ساحل مدينة سلا المغربية التقى جاك بعدد من القراصنة الإنجليز والألمان الذين انظموا إليه في عمليات الاستيلاء على السفن التجارية واستمروا على هذا الحال لمدة سنتين ... 


إلتقى " عثمان داي " حاكم تونس وقتها، واتفق معه على استخدام تونس كقاعدة للعمليات، وقتها كان صيت جاك قد داع في كل أوربا، وتغنى به الناس وقيل فيه الشعر وثم تأليف عدة مسرحيات عن خطورته في البحار ... وفر " عثمان داي " له الحماية اللازمة وأحسن إليه هو ورفاقه، مما أثر كثيرا في نفسيته، وبعد معاشرته للمسلمين واختلاطه بهم، وما رآه منهم من حسن معاملة ولين وطيبة ... قرر جاك سبارو هو وكل رفاقه اعتناق الإسلام وغير اسمه إلى "يوسف رَيْسْ" وأكمل بقية حياته في بلاد المغرب العربي.


 وصل خبر إسلام جاك إلى كل أوربا التي كانت أخباره تصلها بسرعة، وكان الأمر صادما خاصة بالنسبة للناس التي كانت معجبة بشجاعته وجرأته وذكائه ودهائه، فقاموا بتأليف عدد من الأعمال الأدبية التي تسخر منه ومن تدينه، وقاموا بتشويه سمعته 


إسلام جاك سباراو لم يكن فقط بتغيير الاسم إلى اسم عربي هو يوسف، وتوقفه عن شرب الخمر وهو الذي كان سكيرا كبيرا ... وإنما أيضا أصبح يلبس العمامة الإسلامية وبدأ في قتال الصليبيين، كما كان له دور كبير ومهم في حماية وإنقاذ آلاف المسلمين الفارين من الأندلس، بعدما لحقهم من اضطهاد 

بقي جاك سباراو في بلاد المغرب العربي وبالضبط في تونس حتى وافته المنية هاك، حيث أنه كان قد تزوج من مسيحية اعتنقت الإسلام واسمها ياسمينة.

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-