تشي جيفارا قائد الثورة الكوبية ناضل لاجل من خانوه

 


تشي جيفارا وتعني الرفيق جيفارا، إسمه الحقيقي إرنستو لينش، هو من أصول إيرلندية، وهو من مواليد الأرجنتين سنة 1928، درس الطب في جامعة بوينس آيرس، وتخرج منها سن 1953، من أسرة ثرية، لكنها متشبعة بالأفكار اليسارية، ورث جيفارا عن أسرته الأفكار الثورية، وخلال مراهقته انضم إلى جماعة معارضة لحكومة خوان بيرون.

في سنته الأخيرة من الدراسة الجامعية، أي في العام 1953م كان الحدث العظيم الذي قلب حياته رأسا على عقب، حين قرر جيفارا رفقة صديقه ألبرتو غرانادو، القيام برحلة على مثن دراجة نارية إلى جميع أنحاء أمريكا اللاتينية ... وأثناء تلك الرحلة لمس عن قرب مدى الظلم الدي يلحق بالمزارعين، وفظاعة الفقر الذي يعيشون فيه، وكانت تلك هي الشرارة التي كونت شخصيته ...  فالمنطقة كانت تعيش تفاوتات اقتصادية رهيبة والسبب في نظره كان الرأسمالية الاحتكارية والإمبريالية ... حيث جعلته يؤمن بضرورة توحيد أمريكا الجنوبية، وهنا تولدت عنده قناعة كبيرة بأن الحل الوحيد هو " الثورة " 

استقر بعدها جيفارا بمكسيكو وهناك التقى براؤول كاسترو، الذي كان وقتها منفيا مع عدد من الثوريين ... وكانوا وقتها ينتظرون خروج فيديل كاسترو من السجن في كوبا حتى يطلقوا شرارة الثورة التي يخططون لها، اقتنع جيفارا تماما بمبادئ الثورة الكوبية وانتظر مع الثوار خروج فيديل كاسترو ليثور معهم.


خرج كاسترو من السجن وتعرف إليه وقرر أن يبقى معهم، خاصة وأنه طبيب وسوف يكون جد مفيد لهم.


انضم جيفارا إلى حركة 26 يوليو والتي هدفها الإطاحة بنظام حكم باتيستا المدعوم وقتها من الولايات المتحدة الأمريكية ... وسرعان ما برز من بين المسلحين لتتم بعدها ترقيته وبعد عامين من الحر ب المسلحة ثمت الإطاحة بنظام باتيستا


بعد الإطاحة بحكم باتيستا نال جيفارا احتراما وتقديرا كبيرين، وحصل على الجنسية الكوبية، شغل منصب المصرف المركزي، بعدها شغل منصب وزير الصناعة، وأصبح فيما بعد المتحدث الرسمي باسم كوبا في الأمم المتحدة

ومن خلال هذه المناصب، قام جيفارا بالحد من تدخلات الولايات المتحدة في كوبا، وكان من بين أهم القرارات التي قام بها هي تأميم جميع مصالح الدولة، الشيء الذي دفع بالولايات المتحدة الأمريكية لتشديد الحصار على كوبا، مما دفع بالحكومة الكوبية إلى التقرب والاتجاه نحو الاتحاد السوفياتي .... 

غير أن المناصب السياسية لم تكن لتستهوي ثائرا ثوريا مثل جيفارا، فقد كان قد عبر في وقت سابق من خلال منصبه السياسي عن دعمه ودعم كوبا للحراك الثوري في كل من فيتنام والتشيلي والجزائر 


وفي العام 1965 غادر جيفارا كوبا، لأجل التحريض على الثورة في عدد من الدول منها بوليفيا ... حيث أنه هو ورفاقه لم ينجحوا في إقناع الفلاحين البوليفين بالثورة، بل قد وشى بهم هؤلاء الفلاحين وأصبحوا مطاردين من طرف السلطات البوليفية، قتل أغلب رفاقه ونفذت منهم الذخيرة ...

 حتى كانت تلك الليلة حين قال جيفارا للرفيقين الاثنين اللذين بقيا معه على قيد الحياة  "لا أعرف لماذا، لكنني أعتقد أننا وصلنا إلى المعركة الأخيرة" وفعلا بعد وقت قصير أحاط بهم ألف جندي بوليفي، وبعد 3 ساعات من القتال أصيب جيفارا برصاصة في ساقه مزقتها وأصابت رصاصة ثانية بندقيته  .... 

وثم القبض عليه من قبل وكالة الاستخبارات المركزية بمساعدة القوات البوليفية حيث قامت بإعدامه في الثامن من أكتوبر/تشرين الأول 1967 وهو في عمر ال 39 سنة، على اليوم غير معروف ماذا فعلت بوليفيا بجثته، هل دفنتها ؟ أم أحرقتها ؟


أعدم جيفارا ... لكي يعيش في قلوب الملايين التي أحبته واحترمته لما تميز به من نكران للذات وتضحية وقيم، جيفارا الان هو علامة تجارية بفضل صورته الشهيرة، والتي أدرت على عدد من الشركات والتجار أرباحا كبيرة، فصوره ثمت طباعتها على القبعات والقمصان والتيشرتات والأحذية، والشارات، والوشوم وغيرها ولسخرية القدر هذا النوع من السلوك الاستهلاكي هو ما كان يكرهه ويريد إلغاءه في المجتمعات.

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-