من هم طالوت وجالوت_ بنو إسرائيل

طالوت وجالوت 




 قصة تمر علينا في سورة البقرة، واسماءٌ نسمعها ولكن لم نعرف أحداث قصتها، طالوت وجالوت. 

بنو إسرائيل هم ذرية نبي الله يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليه السلام. 
الذين عاصروا الكثير من الأنبياء والرُّسُل، وفي تكرار ذكر قصصهم في القرآن الكريم حِكَم عظيمة، فقد فضّلهم الله تعالى على العالمين، فلما فرّطوا فيما آتاهم الله ضُرِبت عليهم الذِّلة والمسكنة وغضِب الله عليهم، وجعل منهم القِردة والخنازير.
 وردت قصة بنو إسرائيل في كثيرٍ من مواضع القرآن الكريم، فقد مرّ على بني إسرائيل العديد من الأنبياء والرُّسُل، منهم من ذكر الله تعالى لنا أسماءهم ومنهم من لم يذكر، وفي زمن نبيٍ لهم لم يذكر لنا اسمه، حدثت قصة طالوت وجالوت، وهناك من يقول انه نبي الله شمويلَ بن بالي.
 كان بني إسرائيل يمرّون في مرحلة من الهزيمة والاضطهاد أمام أعدائهم؛ وذلك بسبب فقدانهم للتابوت، وهو تابوت كان يوجد فيه بقية مما ترك آل موسى وهارون -عليهما السلام-، وقيل هي الألواح التي أنزلها الله على موسى -عليه السلام-وعصاه التي كان يستخدمها، وقد كانوا يأخذونه معهم الى المعارك لتحلّ عليهم السكينة ويحققون النصر، ولكنهم تعرضوا للسرقة حيث سرق المشركين بالله التابوت منهم. 
فساءت أحوال بني إسرائيل وأصبحوا مشرّدين، فطلبوا من نبيهم أن يطلب من الله تعالى أن يبعث لهم ملكًا يقاتلون معه ليخرجهم مما هم فيه.
 وقد وعد بنو إسرائيل نبيهم أن يقاتلوا في سبيل الله، وتوقعوا أن يعيّن الله ملكًا من وجهائهم ليقودهم، لكنهم فوجئوا عندما عيّن الله تعالى طالوت ملكًا عليهم، واستنكروا ان يقودهم رجلٌ فقير ليس من بيت الملك، فقال لهم نبيهم بل هو من عند الله وقد أنعم الله عليه بالحكمة وقوة الجسد، وأن دليل ملكه أن تأتي الملائكة بالتابوت الذي فقدوه، وقيل جاءت الملائكة تحمل التابوت بين السماء والأرض حتى وضعته بين يدي طالوت، والناس ينظرون. 
وكان ذلك دليلًا على أن طالوت ملكًا من عند الله، فوافق القوم على مُلكه مُكرَهين.
 خرج الجميع إلى الحرب خلف ملكهم الجديد طالوت، فأراد الله أن يختبر إيمان المقاتلين، فقال طالوت لجنوده إنهم سيجدون نهرًا في طريقهم فمن شربه منه لمجرد التذوق قد نجح في الاختبار وسيتابع مسيره للحرب، ومَن شرب حتى الارتواء قد خسر وطُرد من الجيش، ولكن أكثرهم لم يتحملوا العطش وشربوا حتى الارتواء، ولم يبقى مع طالوت إلا قِلة من المؤمنين.
 وبعدها حصل اختبار الإيمان الثاني عندما وصلوا إلى موقع المعركة ورأوا أعداد جيش جالوت الكافر، فتخلّف أكثر الجنود عن الحرب بسبب خوفهم، وتابع من آمن بأن النصر من عند الله تعالى وقد كانوا الأقلية، فالتقى الجيشان في معركة قوية، وقتل داوود -عليه السلام-جالوت وقد كان شاباً صغيراً من جند طالوت.
 حيث قتله بالمقلاع وانتصر جيش طالوت. وانتصر بنو إسرائيل بعد هزائم عديدة.
 وكانت هذه هي الآيات التي تحدثت عن قصة طالوت وجالوت في سورة البقرة:
 وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّـهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوا أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّـهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّـهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ وَاللَّـهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴿٢٤٧﴾ وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَىٰ وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ﴿٢٤٨﴾فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّـهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَاقُو اللَّـهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّـهِ وَاللَّـهُ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴿٢٤٩﴾ وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ﴿٢٥٠﴾ فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللَّـهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّـهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّـهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَـٰكِنَّ اللَّـهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ﴿٢٥١﴾ تِلْكَ آيَاتُ اللَّـهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ ﴿٢٥٢﴾"
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-