ليس بملك الغابة لكنة ملك الجليد الدب القطبي
الدب القطبي
جميل الشكل، لونه أبيض كالثلج، من أكبر الحيوانات المفترسة في العالم.
الدب القطبي.
جميعنا يعلم أن الأسد هو ملك الغابة، وفي حلقة اليوم سنتحدث عن ملك الجليد.
الدب الأبيض، الدب القطبي.
الدب القطبي هو واحد من أكبر وأضخم الثدييات اللاّحمة في العالم، وأحد سلالات الدب البني، بالإضافة إلى دب كودياك، اللذان يعتبران أكبر الدببة بلا منازع.
يعتبر الدب القطبي من الدببة الأكثر شعبية في العالم.
يعيش ويتكاثر في جميع أرجاء القطب الشمالي المتجمّد الذي يمتد من شمال ألاسكا مروراً بكندا وروسيا والنرويج، والمناطق المحيطة بها.
تُصنف الدببة القطبية على أنها ثدييات بحرية لأنها تقضي معظم حياتها في البحر، كما تُعتبر من الثدييات البحرية الوحيدة التي تمتلك أطراف وأقدام قوية ومكيفة للمشي لأميال على اليابسة، وتفضل الدببة القطبية الجليد البحري الذي يقبع فوق مساحات هائلة من المياه. يزن ذكر الدب القطبي البالغ ما بين 400 و680 كيلوغرام، بينما تصل الأنثى لنصف هذا الحجم.
كما يبلغ ارتفاعه عند الكتف حوالي متر و60سم وطول جسمه يتراوح بين مترين و20سم، ومترين ونصف.
يتميز الدب القطبي بجسم كامل، ورأس صغيرة مقارنة بحجمه، وعنقاً طويلاً، وآذان مستديرة قصيرة، بالإضافة إلى الذيل القصير.
كما يتميز بالسباحة البارعة، فهو قادر على ان يصل الى سرعة 9 كم في الساعة عند السباحة.
يمتلكُ الدبّ القطبيّ طبقةَ دهون توجد تحتَ الجلد مباشرةً، حيث تحمي الجسم من البرد، وفراءً يعمل على عزل الهواء المعتدل بين الدب والمناطق المحيطة به، كما يملك طبقةً زيتيةً تحميه من درجات الحرارة المنخفضة، وتحافظ على رطوبته.
يقضي الدب القطبي نحو نصف حياته في صيد طعامه لأن رحلات صيده نادرة النجاح، حيث يقول بعض الخبراء أن الدب القطبي ينجح في الصيد بنسبة لا تتعدى 2 بالمئة.
تعتبر الفقمات وكلاب البحر هي الغذاء الأساسي للدب القطبي، حيث توفر هذه الوجبة ذات السعرات الحرارية العالية احتياجات الدببة القطبية من الدهون التي تحفظ صحتها وتساعدها في الحفاظ على درجة حرارة جسمها، بحيث يحتاج الدب القطبي إلى حوالي 2 كجم من الدهون في اليوم وبالتالي الفقمة تمد الدب القطبي بحوالي ثمانية أيام من الطاقة، وإذا لم تجد الدببة القطبية ما يكفي من الفقمات فيمكنها التغذي على أي شيء يمكن أن تجده مثل الأسماك والرنة والقوارض والطيور والنباتات والقمامة البشرية وجيف الحيوانات.
تلد أنثى الدب القطبي في العادة خلال شهري نوفمبر أو ديسمبر بعد فترة حمل تمتد لمدة ثمانية أشهر، وتقوم أنثى الدب القطبي بالتحضير لعملية الولادة بحفر كهف ثلجي لتضع فيه صغارها ويسمى هذا الكهف بكهف الأمومة، وعادةً ما تلد إناث الدب القطبي توائم، كما تم تسجيل حالات تلد فيها الأنثى مولودًا فرديًا أو توأمًا ثلاثيًا، ويبلغ وزن المولود الجديد عند الولادة حوالي خمسة كيلوغرام لكنه ينمو ويكبر بسرعة كبيرة.
هناك 19 مجموعة مختلفة من الدب القطبي يعيشون في 4 مناطق مختلفة في القطب الشمالي، ويعتبر الثلج ضروريا للدب القطبي للبقاء على قيد الحياة.
يعتبر الدب القطبي من الحيوانات المهددة بالانقراض بدرجة قليلة، إذ أن خمسة من فصائله التسعة عشر، قد بدأت في طور التراجع في الوقت الحاضر، وهذا بسبب الصيد الجائر عبر عقود كثيرة من الزمن.
في السابق، كان السكان الأصليون في المناطق القطبية يصطادون الدب القطبي على نحو مستدام، إذ شكلت منتجاته مورداً مهماً لهم. ولكن، بات الدب القطبي يتعرض للصيد الترفيهي والتجارة الدولية، ما أدى إلى تدهور سريع في تعداده.
كما انه معرض بشكل غير عادي إلى أخطار التغير المناخي وفقدان موائله بسبب ذوبان الصفائح الجليدية، ما يشكل تهديداً متزايداً على فرص بقاءه.
من الممكن أن يتحمل الدب القطبي أن يعيش بدون أي طعام لمدة عشرة أيام وذلك يرجع إلى تنظيم الغذاء بداخل جهازه الهضمي ويعيش فقط هذه الفترة على كمية الدهون المختزنة في الجسم.
من المعلومات الغريبة عن الدب القطبي أن الذكر منه لا يهتم أبدا إلى عمليات البيات الشتوي في فصل الشتاء بل يظل يبحث عن الطعام والغذاء الخاص به ولا يبالي ببرودة الجو في فصل الشتاء.
بينما الأنثى فأنها تختبأ داخل الأوكار مع صغارها وذلك خلال فترة ثلاثة أشهر هي يناير وفبراير ومارس ويمكنها عدم تناول الطعام أو الشراب، خلال كل هذه الفترة إلى أن تعود مرة ثانية إلى الحياة الخارجية بعد انتهاء الفترة الشتوية شديدة البرودة.
ختاماً لا يوجد حيوان آخر يمكن أن يفترس الدب القطبي، كما أنه لا يخاف البشر، مما يجعله حيوانًا خطيرًا للغاية.