الملك ذو القرنين وقصته مع يأجوج ومأجوج
استيقظ النبي صلى الله عليه وسلم، من نومه ذات مرة فزعا ودخل على زوجته زينب بنت جحش وهو يقول '' لا إله إلا الله، ويلٌ للعرب من شر قد اقترب، فُتح اليوم من سدِّ "يأجوج ومأجوج" مثل هذه، وحلّق بإصبعه الإبهام والتي تليها، قالت له زينب: يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: نعم إذا كثر الخبث !!
من هم يأجوج ومأجوج ؟! ومتى سيخرجون ؟! وما قصة خروجهم والجرائم التي سيرتكبونها
(وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُم مِّنْهُ ذِكْرًا)
إنَّ ذا القرنين هو اسمٌ لملك عادل ورجلٍ صالح وردَ في القرآن الكريم، وهو الذي ترجع إليه قصة بناء سد يأجوج ومأجوج العظيم، وقد سردَ كتاب الله تعالى قصّة ذي القرنين بشكل تفصيليّ في سورة الكهف، على أنّه ملك بلغت حدود مملكته مطلع الشمس ومغربها.
وقد اضطربت الروايات في معرفة هذا الملك العظيم، فقيلَ هو الاسكندر المقدوني صاحب أكبر امبراطورية عرفها التاريخ وقيل هو كورش الكبير، وقيل إنّه ملك من ملوك العرب القدماء.
ولكن بقيَّ ذو القرنين من أقوى ملوك الدنيا. أعطاه الله الملك وأعطاه من كل شيء سببا أعطاه كل المقومات التي تجعله يحكم كل هذا العالم فملك الدنيا من شرقها لغربها فأخذ جيشه واتجه نحو الغرب '' مغرب الشمس '' فوجد فيها قوما لا يعبدون الله فبدأ يدعوهم ذو القرنين للإيمان بالله بالحسنى فآمنوا به.
بعد ذلك اتجه نحو الشرق '' المكان الذي تشرق منه الشمس '' فوجد قوم يعيشون في الشمس دون ستر فبدأ يقيم لهم ما يسترهم عن الشمس فبنى لهم المساكن والمنشآت، فكان ملك عادل، يحب الخير، ويحب أن يساعد كل من يحتاج المساعدة.
ثم اتجه بعد ذلك إلى الشمال '' بين السدين '' فوجد قوما لا يفقهون قولا يعيشون بين سدين.
وكان هناك قوم مفسدون يسمون بيأجوج ومأجوج كانوا يبطشون بالناس ولا يقدر عليهم أحد. يهجمون على أهل هذه البلاد فيقتلون منهم ويسرقون أموالهم ويخربون املاكهم فطلب هؤلاء القوم من ذي القرنين أن يبني لهم سدا منيعا يفصل بينهم وبين يأجوج ومأجوج وبالفعل استجاب لهم وشيد لهم سد من حديد وصهر وأشعل تحته النار ثم صب عليه النحاس فصار هذا السد منيعا لم يستطيع يأجوج ومأجوج أن ينقبوه أو يتسلقوه رغم قوتهم الجبارة.
ولكن من هم يأجوج ومأجوج؟
يأجوج ومأجوج كما وصفهم النبي أمتان من بني البشر من نسل يافث بن نوح وهم قوم مفسدون همج رعاع لهم قائد يدير شؤونهم وهم عظام الأجسام شديدي البأس وكما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أنهم منذ أن حاصرهم ذو القرنين وهم يتجمعون كل يوم لينقبوا في هذا السد وبعد أن ينقبوا جزء كبير يقولون غداً نأتي لنستكمل ما نقبناه ثم يأتون في اليوم الثاني فيجدون أن ما نقبوه قد عاد كما كان ويظلون هكذا حتى يأذن الله بخروجهم.
خروج يأجوج ومأجوج من علامات الساعة الكبرى ففي صحيح مسلم في الحديث عن النواس بن سمعان فيما معناه، عندما يأذن الله بخروج يأجوج ومأجوج سينقبون نقبا عظيماً في السد ثم يقول قائدهم غداً (إن شاء الله) نستكمل نقب السد فيأذن الله بخروجهم لقول قائدهم (إن شاء الله)
فيخرجون كما في الحديث من كل حدب وصوب فيفسدون في الأرض يشربون الماء كله حتى أن أولهم يشربون بحيرة طبرية كلها، ثم يواصلون زحفهم وهم يأكلون كل ما يقابلهم من بشر ودواب وأشجار فلا يجدون أخضر ولا يابس إلا وقضوا عليه فيصاب الناس بالرعب
ويختبؤون منهم ويزداد فجورهم وكفرهم فيقولون '' قتلنا أهل الأرض فلنقتل أهل السماء فيصوب أحدهم حربته إلى السماء فيعيدها الله مخضبة بالدماء فتنة لهم فيزداد غرورهم ويقولون '' قتلنا أهل الأرض وعلونا أهل السماء ''
اما فيما يتعلق بمكان سد يأجوج ومأجوج فإنّه لا يوجد أي دليل يجزم قطعًا عن مكان سد يأجوج ومأجوج الذي بناه ذو القرنين، ولكنَّ قيلَ إنّه يقع بين أرمينيا وأذربيجان، وهذا القول لم يؤيّد بأي دليل في الكتب والسّنة
ختاماً يبقى موعد خروج قوم يأجوج ومأجوج، ونهايتهم مجهولة وبعلم الغيب.