الاقمار الصناعية وحرب المعلومات وحروب الجيل الخامس في عصر المعلومات ونقل البيانات وتاريخ تطور الأقمار الصناعية
تعالوا لنتعرف أكثر على تاريخ تطور الأقمار الصناعية وما نتج عن تلك الثورة العظيمة يرجع تاریخ استخدام الأقمار الصناعية لأغراض الاتصالات إلى 10 يوليو 1962 .
في مساء هذا اليوم تم مشاهدة برنامج تليفزيوني في كل من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا في نفس الوقت وذلك بعد بث أول قمر صناعي يستقر في الفضاء باسم تلستار Telstar فقد تسبب إطلاق القمر الصناعي « تلستار" في فتح المجال أمام انتشار التليفزيون الدولي من خلال امتزاج تكنولوجيا الأقمار الصناعية بتكنولوجيا الإذاعة , وبالتالي بدأ عصر جديد للتليفزيون الدولی.
ويحقق استخدام الأقمار الصناعية مزايا عديدة مثل اجتياز العوائق الطبيعية ، وتحقيق الاتصال الفوري عبر المسافات الشاسعة ، وتوصيل الاتصال إلى عدة مواقع في وقت واحد ، وتبادل المعلومات والرسائل على أسس اقتصادية .
يمكن استخدام الأقمار الصناعية في نقل البرامج التليفزيونية بإحدى طريقتين : تعتمد الطريقة الأولى على نقل البرامج من موقع لموقع بحيث يتم الإرسال من مكان ما ، والاستقبال في مكان آخر ، ومن أمثلة ذلك التقارير الإخبارية التي يتم إرسالها من إحدى الدول الأوروبية عن طريق وصلة صاعدة إلى القمر الصناعي ، ثم يرتد الاتصال من القمر الصناعي إلى مدينة نيويورك الأمريكية مثلا حيث يمكن إما إذاعة التقرير على الهواء مباشرة ، أو تسجيله على أشرطة فيديو وإذاعته في وقت لاحق
وتعتمد الطريقة الثانية على استخدام الأقمار الصناعية لصالح الخدمة التليفزيونية وتسمى « الإذاعة بالأقمار الصناعية Satellite Broadcast " وفي هذه الطريقة يتم نقل البرامج إلى القمر الصناعي عبر المحطة الأرضية في مكان ما ، ثم ترتد الإشارة من القمر الصناعي إلى منطقة جغرافية شاسعة بحيث يتم استقبالها بشكل مباشر من خلال العديد من أجهزة الاستقبال التليفزيوني فقط ، ويمكن أن يتم هذا الاستقبال من خلال محطات تليفزيونية تقدم نفس البرامج في مواقع أو مدن مختلفة ، أو شبكات التليفزيون الكابلي – التي تعيد توزيع الإشارات التليفزيونية على المستقبلين في مناطق صغيرة نسبيا ، أو إلى الأشخاص الذين تتوافر لديهم هوائيات استقبال البث المباشر من الأقمار الصناعية إلى منازلهم مباشرة .
وهناك نسبة كبيرة من البرامج التي تتيحها الأقمار الصناعية تكون موجهة إلى أعداد صغيرة نسبيا من المستقبلين ، وذلك بدلا من الاستخدام المنزلي المباشر ، أما الأقمار الصناعية التي توجه إرسالها إلى المنازل مباشرة فتستخدم موجات ميكروويف عالية التردد ( حوالي ۱۲ جيجا هرتز ) بينما يكون هوائي الاستقبال المنزلي عبارة عن طبق صغير جدا Dish Antenna تبلغ تردداته حوالي ( 4 جيجا هرتز ).
ونتيجة للتطورات التكنولوجية انخفضت كلفة إنشاء محطات الاستقبال الأرضية ، وأدى ذلك إلى تزايد عدد الأفراد الذين يمتلكون أطباق الاستقبال الهوائية فوق أسطح منازلهم ، وتتيح هذه الأطباق للمشاهد أن يرى عشرات القنوات التليفزيونية المرتدة من القمر الصناعي مباشرة من أماكن مختلفة من العالم فيما يعرف بالبث الفضائی.
ممكن نستبدلها بأن التخوف في المستقبل القريب وقد يكون بدأ بالفعل هو سيطرة بعض الدول (دون تسمية) علي انظمه الاتصالات والمعلومات ورغم كل ذلك فإن هناك خوف من أن تصبح بعض الدول وخاصة الدول الكبرى في وضع يسمح لها بالسيطرة على العالم من خلال السيطرة على أنظمة الاتصالات والمعلومات عبر الأقمار الصناعية ، نظرا لان بعض تلك الدول لديها دعائم التكنولوجيا والاقتصاد اللازمين لتطوير نظم اتصال واسعة النطاق من خلال الأقمار الصناعية ، بينما الدول الأخرى ، وخاصة النامية سوف تعمل على مقاومة برامج تلك الدول ، خصوصا برامج الشبكات التجارية حيث تخشى هذه الدول من طغيان البرامج السيئة على البرامج الجيدة.
وبالإضافة إلى الاعتبارات السابقة فهناك صعوبة في وضع قانون دولي يحول دون انتشار تلك البرامج المباشرة عبر الأقمار الصناعية .