الحيوانات الأطول عمرا
حيواناتٌ تعيش لدقائق، وحيواناتٌ تعيش أعواماً وأعوام، أطول الحيوانات عمراً.
بعض الكائنات الحية تنتهي دورة حياتها في أقل من ساعة، تمامًا مثل ذبابة Mayfly التي تتراوح دورة حياتها من لحظة فقسها إلى موتها 30 دقيقة فقط، ومخلوقات أخرى مثل سمكة كوي اليابانية قد تظن أنها تعيش خالدةً للأبد، ذلك لأنها تعيش لأكثر من 200 عام.
أولاً: الحوت مقوس الرأس
حيوان بحري من صنف الحيتان، يُسمى مقوس الرأس ويعيش في المحيط المتجمد الشمالي ليس من أنواع الحيتان المألوفة، لكنه يتمتع بميزتين هامتين. الأولى، انه يملك أكبر فم مقارنة ببقية الحيوانات، حيث يبلغ فم الذكر البالغ ثلث حجم جسمه. والثانية، انه يمكن أن يعيش مئتي عام، مما يجعله من أكثر الثدييات البحرية المعمرة في العالم. هذا ومن المعروف عن الحيتان انها أضخم الثدييات على وجه الأرض وقد اتخذت من جميع بحار العالم ومحيطاته موطنًا لها، كما يمكن لها أن تعيش في بيئات قاسية كالقطبين الشمالي والجنوبي. ولقد سجل عمر أكبر حوت موجود إلى الآن بـ 211 سنة، كما أن الباحثين والعلماء يتوقعون أن أغلب الحيتان التي تعيش في يومنا هذا هي موجودة منذ مئات السنين ولا نزال نراها إلى اليوم، وقد وصلوا إلى هذا الاكتشاف لأنهم رأوا وجود آثار إصابات بأسلحة قديمة يعود استخدامها إلى القرن الثامن عشر على أجساد هذا الحيتان.
ثانياً: السلاحف:
تُعد السلاحف المائية من أقدم أنواع الزواحف على وجه الأرض، حيث إن أقدمها يرجع إلى تاريخ 220 مليون سنة. والسر وراء طول حياة هذه السلاحف وقدمها عبر التاريخ هو ان أعضاءها الداخلية لا تتأثر بعامل الزمن أو تشيخ، وهذا السبب الذي يجعلها لا تتوقف أو تتلف، كما أن الباحثين كشفوا أن حياة السلاحف المائية لا يمكن أن تنتهي إلا إذا قام أحد المخلوقات البحرية بافتراسها. هذا وهناك سلاحف من فصيلة سلاحف الدابرا الذي يعيش في جزيرة سانت هيلينا الواقعة غرب أفريقيا من سنة 1882. ومنها السلحفاة جوناثان المعمر، البالغ من العمر الآن 186 عاما، فقد بصره وحاسة الشم لكنه يقضي حياته مع سلحفاة عملاقة أخرى.
ثالثاً: قنديل البحر:
يعد قنديل البحر من الكائنات المعمرة إذ إنه قادر على التجدد كلما اعترضته أزمة ما، وبدلا من الموت، يحول هذا الكائن خلاياه البالغة إلى خلايا يافعة مما يجعله يعود إلى الخلف ليصبح أصغر سنا. وهذا النوع من قناديل البحر يوجد بكثرة في المحيط الهادئ والمحيط المتوسط. وطبعاً لا أحد يمكنه تفادي الموت بشكل كامل، فقد يتعرض للقتل من قبل الحيوانات المفترسة أو يموت بسبب المرض.
رابعاً: دب الماء أو خنزير الطحلب:
يتميز هذا الحيوان بأنه بطيء المشي، كما يعتبر أنه أقوى وأغرب حيوان في العالم، وما ستندهش لسماعه أنه يستطيع أن يعيش في أكثر من بيئة ومنها الفضاء الخارجي. طوله لا يتجاوز الميليمتر، كما أنه حيوان مجهري له ثمانية قوائم تنتهي كل منها بمخالب. ويوجد في جميع أنحاء العالم. ويستطيع هذا الكائن أن يعيش حوالي ال 200 سنة أو أكثر، لأنه يستطيع أن يوقف جسمه من عملية التمثيل الضوئي، وهذا يعني أنه يستطيع إيقاف خلايا جسده عن العمل لفترات طويلة دون أن يؤثر ذلك على حياته أبدًا.
خامساً: الديدان المسطحة:
نوع من الزواحف يُعرف باسم الديدان المسطحة، لها قدرة عجيبة على تجديد نفسها إن تعرضت للقطع. إذ يُمكن أن يتحوَّل الجزء المقطوع إلى دودة جديدة! هذا التجديد ينطبق كذلك على الشيخوخة والأنسجة التالفة. كما تستطيع الديدان المسطحة المستورقة أن تجدد رؤوسها المقطوعة وأجزاء أخرى من جسمها بلا حدود، من خلال لبنة بناء واحدة تعرف باسم الخلايا الجذعية. ولو قطعتها إلى 100 جزء فسينمو كل جزء منها خلال أيام لتكوين دودة مكتملة الشكل والأعضاء بما فيها الدماغ، حتى لو كان الجزء المقطوع لا يتضمن الرأس أو البطن أو الأجناب، أو الذيل، مما يجعلها من الكائنات المعمرة.
ختاماً، سبحان الخالق، هذا لا يعني أن هذه المخلوقات والحيوانات خالدة إلى اللانهاية، إنما هي حيوانات وكائنات قادرة على البقاء على قيد الحياة لفترة زمنية لا يُمكن التنبؤ بها. الله وحده الخالق العالم بها.