الطنطل بين الحقيقة والخيال


الطنطل بين الحقيقة والخيال

كائن أسطوري، من التراث العراقي، يخافه الناس (الطنطل). 
يخرج الطنطل في الليل، متلبساً الشكل الذي يشاء إنسان أو حيوان أو حتى جماد. 
الطنطل هو كائن أسطوري في التراث العراقي، يخرج في الليل، وكان العرب قديماً يخافون منه، والاسم مأخوذ من الأساطير السومرية في العراق. 
تعود قصة الطنطل إلى قديم الزمان حيث كانت هناك مملكتان كبيرتان في جنوب وادي الرافدين هما مملكتا (العكر، أبو شذر، وأخيهما احفيظ)، وقد ازدهرت الحياة في كلا المملكتين فبنوا المدن والمعابد المقوسة، وزرعوا البساتين بالنخيل والفاكهة. وأحاطوها بالأسيجة للحفاظ عليها من الفيضانات حتى أصبحت جنة الله على الأرض. 
تجبر أصحاب المملكتين وكفروا وخرجوا عن طاعة الآله، فغضب عليهم وقُلبت مدنهم بالزلزال، وأُغرقت بالطوفانحتى أصبحت هذه المدن رُكاماً أثرياً وتسمى اليوم (الأشن)، ثم سكنتها الطناطل لحماية هذه الأشن التي منها (العكر، أبو شذر، احفيظ، الواجف وغيرها). وتتخذ الطناطلأسمائها من أسماء الأهوار والأشن. 
يُعتبر طنطلاحفيظ هو المشرف والمسيطر على عشرات الطناطل مثل طنطل أبو غريب، وطنطل أم العبيد وغيرها، هذا وتختلف طناطل الأهوار عما هو موجود في المدن، والأزقة المظلمة، والمقابر والصحاري. 
يُقال إن طناطل الأهوار تكون شرسة ومؤذية، وتقطع الطرق على الصيادين والمسافرين. كما قد تُسيطر على مساحات واسعة وتحرم وصول البشر إليها حتى تتكاثر الطيور وتتشابك الغابات فيها وتكثر عنها القصص والروايات المخيفة والمرعبة، مثل قصة (طنطلاحفيظ) المرعب الذي لا يوجد قوى تستطيع أن تغلبه أو قهره، وطنطل أم العبيد في أهوار المجر الكبير على هيئة عبد أسود مُخيف. 
تُهاجم الطناطل الإنسان لو كان بمفرده، وتُطلق أصواتاً غريبة وتُبدل أحجامها وأشكالها بأية لحظة لتثير الرعب في نفوس المسافرين. ولكن البعض منها يبني علاقة صداقة مع رعاة البقر من أهل القرى والأرياف لتحصل منها على الخبز الغير مملح، لأنها لا تحب الملح. 
كما يُقال إنالطناطل عند اصطدامها في البشر قد تُسبب العاهات والعوق أو الجنون. 
ومع كل القوة التي تملكها هذه الطناطيل وسمعتها المخيفة والمرعبة، إلا أنها تخاف من الإبرة والمخيط، وأية آلة حديدية. فينهزم عندما تشهرها بوجهه فيختفي. 
أما عن الطناطل في التراث الكويتي يُوصف بأنه عملاق طويل يأتي في الليل لاصطياد الأطفال الصغار، يُستخدم لترهيب الأطفال وللتسلية فقط، حيث يعلم الكبار بعدم وجوده. 
عندما نسأل كبار السن عن الطناطل يكون جوابهم أنها شياطين خارجة عن طاعة الله سبحانه وتعالى ويربطون ذلك بالأساطير. هذا على خلاف أنه يُعتبر رمز الشجاعة والبطولة لدى عرب الأهوار وجاء في أهازيجهم، والأمثال الشعبية. 
بعد المد الحضاري، وتطور المجتمع الأهواري، وتجفيف الأهوار في عام 1992م، انتهت تقريباً معظم الأساطير والخرافات، ولكنها تبقى متعلقة بالموروث الشعبي لجنوب العراق.
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-