الميكرويف وتطورالاتصالات
أثناء الحرب العالمية الثانية برزت استخدامات الرادار ، Rader ، حيث يعتمد الرادار على إرسال نبضات من إشارات الميكروويف للتعرف على الأهداف المعادية مثل الطائرات والصواريخ ، وحين تصطدم إشارات الميكروويف بالهدف ، يرتد جزء منها نحو الأرض مرة ثانية ، ويتم استقباله من خلال أجهزة الرادار التي تقیس الوقت المنقضي بين إرسال الاشارات واستقبالها ، وتستطيع تحديد مسافة الهدف وسرعته طبقا لذلك . لقد كانت تكنولوجيا الرادار من الأسرار الخطيرة أثناء الحرب العالمية الثانية 0
بعد إنتهاء الحرب أصبحت بعض الأجزاء التي صممت لتطوير أجهزة الرادار متاحة للاستخدامات التجارية ، واعتمد الراديو ذو الاتجاهين في تطوره على تكنولوجيا الميكروويف.
وخلال عقد الثمانينات حدث توسعات ضخمة في إدارة الأعمال والمشروعات ، وصاحب ذلك الحاجة إلى الاتصال ذی سعة عالية لنقل البيانات ، ودوائر الفيديو ، وتم الاعتماد بشكل أكبر على الأسلاك النحاسية Copper Wires ، ثم برزت تكنولوجيا الميكروويف كوسيلة جديدة تستخدم الموجات الكهرومغناطيسية في بث الاشارات المسافات بعيدة ، باستخدام ترددات أعلى كثيرا من تلك المستخدمة في محطات الراديو والتليفزيون.
ونظرا لأن المجتمع الحديث يعتمد على الاتصالات عن بعد Telecommunications أي الاتصال عبر مسافات شاسعة ، وذلك لإنجاز الأعمال ، وتيسير الحياة اليومية ، وتبادل المعلومات . فقد تطورت نظم الاتصال عن طريق الميكروويف ، والأقمار الصناعية والألياف الضوئية ، لكي تستجيب لحاجتنا لأعداد أكبر من قنوات الاتصال الالكتروني ، وتحمل هذه الوسائط الجديدة اتصالات الهاتف ، والصوت والصورة والبيانات ، لكي تتيح الاتصال عن بعد بأقل كلفة ممكنة وأسرع وقت .
يشير مصطلح كهرومغناطيسية الطيف إلى الفضاء الكلي المتاح للاتصال ، وتضمن الاشارات الكهرومغناطيسية مجالات كهربية ، ومجالات مغناطيسية ، ويتم إنتاج كل مجال من خلال هوائي الإرسال Antenna . وتمتد كهرومغناطيسية الطيف من إشارات الترددات الصوتية Audio Signals إلى الترددات فوق الموجات الضوئية above Lightwaves ، وتقع بين هذين المجالين ترددات الراديو ، والتليفزيون ، والرادار ، والميكروويف ، وأنواع عديدة أخرى من الإشارات وبمراعاة خصائص كل جزء من الطيف يمكن تقديم خدمات عديدة لعامة الناس . ولذلك تم إدراك كهرومغناطيسية الطيف باعتبارها موردا طبيعيا في عصر المعلومات ويتم تنظيم هذا الطيف والتحكم فيه من خلال منظمات دولية ، كما يتم تنظیم كهرومغناطيسية الطيف داخل كل دولة من خلال منظمة حكومية تستهدف استخدام هذه الترددات للصالح العام
ومن خصائص ترددات الميكروويف أنها تسافر في خطوط مستقيمة مما يتطلب وجود خط نظر بین نقطتي الارسال والاستقبال ، وبسبب انحناء الكرة الأرضية ، فإن قنوات الميكروويف تكون محدودة المسافة ، وتتراوح المسافة بين كل محطة تقوية وأخرى من ۲۰ - ۳۰ ميلا ، ويتوقف ذلك على قوة الترددات المستخدمة . وفي عام ۱۹۹۲ ظهر نوع جديد من هوائيات الميكروويف التي تيح الإرسال في جميع الاتجاهات .
يتم بناء نظم اتصال الميكروويف عن طريق وضع عدد من محطات التقوية Relay Stations على طول المسافة المرغوب في تغطيتها ، وتتراوح المسافة بين كل محطة تقوية وأخرى من ۲۰ - ۳۰ ميلا ، ويتوقف ذلك على قوة الترددات المستخدمة وأحوال الطقس المتوقعة ، وتكمن أهمية معرفة أحوال الطقس لأن الأمطار الغزيرة يمكن أن تؤثر بشدة على تشكيل وصلات الميكروويف على ترددات معينة .
وغالبا ما تستخدم شركات الهاتف وصلات الميكروويف لتسهيل الاتصال بين مكاتب السنترال الهاتفي ، أو على طول طريق مرور رئیسي بين المدن ، ويمكن أن تحمل وصلات الميكروويف المستخدمة في هذه الطرق أكثر من ألف محادثة هاتفية في كل وصلة . وتعمل محطات الراديو التي تستخدم وصلات الميكروويف على تردد يصل إلى نحو 4 جيجا هرتز ، ويمكن تشغيل العديد من محطات الراديو على ترددات مختلفة القوة مما يسمح بوجود عدد ضخم من القنوات الإذاعية في منطقة جغرافية واحدة وبدون تداخل بين هذه الموجات . وتشمل الاستخدامات الأخرى لوصلات الميكروويف إعادة تقوية الاشارات التليفزيونية لتصل إلى المناطق البعيدة والمنعزلة ، وغالبا ما يتم ذلك لتدعيم نظم التليفزيون الكابلي التي تتيح تغطية تليفزيونية للمجتمعات المحلية خارج نطاق محطة التليفزيون التقليدية ، كذلك يمكن استخدام وصلات الميكروويف لتدعيم المرور من استديوهات التليفزيون إلى نقاط التغذية الرئيسية للأقمار الصناعية . أو من وحدات جمع الأخبار المتنقلة من خارج استديوهات التليفزيون