غريرُ العسل



صَغِيرِ الْحَجْمِ ، قويٌ وشرس ، تَخْشَاه الْأَسْوَدِ أَنَّهُ (غريرُ العسل)

تَعَالَوْا مَعَنَا الْيَوْم نَتَحَدَّث عَن غَرِير الْعَسَلَ أَوْ Honey Badger الَّذِي يُصنف مِن أَشْرَس وَأَقْوَى الْحَيَوَانَات ، كَمَا سُجّل فِي مَوْسُوعَة جينيس بِأَنَّه أغْرَب الْحَيَوَانَاتِ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ مِنْ نَاحِيَةِ الْقُوَّة وَالذَّكَاء مقارنةً بِالْحَيَوَانَات الْأُخْرَى .

يَنْتَمِي غَرِير الْعَسَل إلَى فَصِيلَة ابْنِ عُرْسٍ ، يَعِيشُ فِي إِفْريقْيا ومناطق جَنُوب وَغَرْبٌ أُسِيا .

يُسمى أيضاً أَكْلِ الْعَسَلِ لِأَنّ غِذَائِه الرَّئِيسِيّ هُوَ عَسَلُ النَّحْلِ الْبَرِّيّ ، وَلَا تُهْمَةَ لسعات النَّحْل .

يتحصّن غَرِير الْعَسَل بَعْدَه أَسْلِحَة ، فَهُو يَمْلِك جِلْد سَمِيك يَفْرِز مَادَّةٌ مخاطية تحميه مِنْ لَدْغِ الثعابين أَوْ الضَّرْبُ ، كَمَا أَنَّهُ يُطلق رَائِحَةٍ كَرِيهَةٍ عِنْد مُهَاجَمَتِه ليفر مِنْه أَعْدَائِه ، كَمَا أَنَّهُ يَمْلِكُ مَخَالِب حَادَّة وطويلة ، كُلُّ هَذِهِ الْأَسْلِحَة تُجْعَلَ مِنْ الصَّعْبِ افْتِرَاسِه أَوْ الْقُدْرَةِ عَلَيْهِ .

يُغَطِّي الْجُزْء الْعُلْوِيّ مِنْ جِسْمٍ غَرِير الْعَسَل فَرْوَة رمادية اللَّوْن بَيْنَمَا الْجُزْء السُّفْلِيّ مِنْه فَرْوَة سَوْدَاء اللَّوْن .

يَعِيش غَرِير الْعَسَل بَيْن الصُّخُور ، وَفِي الْحَفْرِ ، وَفَوْق الْأَشْجَار . وَيَتَغَذَّى عَلَى الْحَيَوَانَات الصَّغِيرَة والثعابين السَّآمَة حَتَّى لَوْ كَانَتْ كُوبرا ، كَمَا يَتَغَذَّى عَلَى صِغَارِ الْفَهْد ، وَالسَّحَالِي والزَّواحِف والقوارض بِالْإِضَافَةِ إلَى النَّبَاتَات وَالْفَاكِهَة .

هُنَاكَ رِوَايَةً تَقُولُ إنْ لغرير الْعَسَل شَرِيك أَسَاسِيٌّ فِي الْحُصُولِ عَلَى الْعَسَلِ حَيْث يَتَشَارَكُ مَعَ طَائِرٌ يُدعى دَلِيلٌ المناحل يَقُوم بِتَوْجِيهِه لأِمَاكِن وُجُود خَلَايَا النَّحْل ، ثُمَّ يَقُومُ غَرِير الْعَسَل بمهاجمتها وَتَحْطِيمِهَا وتقاسم الْعَسَل مَعَ دَلِيلٍ المناحل .

يَتَمَيَّز غَرِير الْعَسَل بِجِسْم طَوِيلٌ إلَى حَدِّ مَا وغليظ الْبِنْيَة ، وعريض مِنَ الخَلْفِ ، لَهُ القُدْرَةُ عَلَى الْحَرَكَةِ والالتواء بِحُرِّيَّةٍ كَامِلَةٍ . كَمَا يَتَمَيَّزُ بِرَأْس صَغِيرٌ ومسطحة مَع خَطْمٌ قَصِيرٌ لِلْفَم ، وَعُيُون صَغِيرَة وَأَذَان طَوِيلَة بَعْض الشّي ، كَمَا أَنَّ لَهُ سَاقَيْن قَصِيرَتَيْن وقويتين بِخَمْسَة أَصَابِع وَمَخَالِب قَوِيَّةٌ ، وَيُعْتَبَر شَكْل جِسْمِه هَذَا هُوَ مَا يُسَاعِدُهُ عَلَى الْهُجُوم وَالْحَرَكَة والالتواء .

يتكاثر غَرِير الْعَسَلِ فِي شَهْرِ مَايُو مِنْ السُّنَّةِ ، وَهُوَ الْوَقْتُ الْوَحِيد الَّذِي قَدْ نَرَى فِيه غَرِير الْعَسَل مَع أحدٍ مِنْ صِنْفِهِ ، فَهُو يَعِيش وحيداً فِي جحورٍ يَحْفِرُهَا لِنَفْسِهِ حَيْثُ لَهُ إِمْكانِيَّةٌ جُبَارَة فِي حَفْرِ الْإِنْفَاقِ فِي الْأَرَاضِي الصُّلْبَة . لَمْ يَكْتَشِفْ العُلَمَاءُ الْكَثِير عَنْ حَياةِ هَذَا الْحَيَوَانُ فَكُلُّ مَا نَعْرِفُهُ أَنَّهُ قَدْ تُنْجِب أُنْثَى غَرِير الْعَسَل اثْنَيْنِ مِنْ الأشبال الْعَمْيَاء وَاَلَّتِي تُصدر صوتاً تِئن فِيه أنيناً حزيناً .

يتّسم غَرِير الْعَسَل بِالذَّكاء الشَّدِيد حَيْثُ إنَّهُ مِنْ الْحَيَوَانَاتِ الْقَلِيلَة النَّادِرَة الْقَادِرَة عَلَى اسْتِخْدَامِ الْأَدَوَات مِثْل الْعِصِيّ وَالنَّار وَالطِّين ، لِذَلِكَ لَا يُمْكِنُ حَبَسَه حَيْث يَسْتَطِيع التَّفْكِير وَفَكّ قَيَّدَه وَالْهُرُوب .

يُعتبر غَرِير الْعَسَلُ مِنْ الْحَيَوَانَاتِ الْقَوِيَّة سَيِّئَة السُّمْعَة بِسَبَب قُوَّتِه وشراسته وجرأته ، فَهُوَ لَا يُعْرَفُ الْخَوْف ويُهاجم أَيْ حَيَوَانٍ حَتَّى لَوْ كَانَ مَلَكَ الْغَابَة الْأَسَد ، كَمَا أَنَّهُ لَا يَكِلُ مِنْ الْقِتَالِ لِحِمَايَة نَفْسِهِ أَوْ الْحُصُولُ عَلَى مَا يُرِيدُ .

يُصدر غَرِير الْعَسَل عِدَّة أَصْوَات ، فَهُو يمتلك صَوْت أَجَشّ ، حَيْث تُصدر الذُّكُور شخيراً عالياً عِنْد التَّزَاوُج ، بَيْنَمَا تَصْرُخ مِثْل أشبال الدَّبّ عِنْد مواجهتها لِلْكِلَاب .

تعرفنا مَعَكُم الْيَوْمَ عَلَى هَذَا الْحَيَوَانُ الشرس ، فَلَو صَادَفَت أَحَدُهَا فِي الْبَرِّيَّةِ أنْصَحُك بالهروب فَهُوَ لَا يُخْشَى الْأَسْوَد .
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-