فرقة الحشاشين او الحشاشون


فرقة الحشاشين او الحشاشون

اخطر فرقة اغتايلات في التاريخ الاسلامي 
من الاسماعيليون الاوائل الي الحشاشين نهايتا بالماغول او التتار
 تاريخ وعقائد أخطر فرقة سرية في العالم الإسلامي، فرقة الحشاشين بدأت القصة عندما توفي الإمام جعفر الصادق، حيث الصراع بين أولاده، والانقسام إلى عدد من الجماعات المنفصلة ومن هؤلاء الإسماعيليون الأوائل الذين قاموا على تنظيم حركة شيعية معارضة للحكم العباسي. حققت الدعوة الهادية نجاحاً في العراق وفارس وشرقي الجزيرة العربية واليمن، وأقاموا الخلافة وتم تنصيب الإمام الإسماعيلي خليفة لهم. حققت الدولة الفاطمية الإسماعيلية تطلعاتها السياسية والفكرية بل والعسكرية في ميدان الصراع أمام العباسيين في العراق، وأصبحت مصر مركز الدعوة والدولة الشيعية في منطقة الشرق العربي. ثم توفى الخليفة فانقسم الإسماعيليون إلى جماعتين متنافستين النزارية والمستعلية اعترف إسماعيليو مصر والمناطق التابعة للنظام الفاطمي بإمامة المستعلي فصاروا يُعرفون بالمستعلية، في حين اعترف إسماعيليو إيران بإمامة نزار فعرفوا بالنزارية. وهنا ظهرت طائفة الحشاشين على يد مؤسسها الحسن بن الصباح الإسماعيلي، الذي استولى على قلعة ألمَوت في بلاد فارس، وتمكن من القضاء على السلاجقة وإضعاف العباسيين، وأصبح خطرهم الداهم يُصارع القوى السنية المحيطة بهم مثل الزنكيين والأيوبيين والخوارزميين، هذا على خلاف الغارات الكبيرة التي كانت تقوم بها هذه المجموعات على المناطق المحيطة، والتي كان يسكنها المسلمون السنة. استمر الحسن الإسماعيلي بإرسال الدعاة إلى القرى المحيطة المجاورة، كما أرسل ميلشياته للسيطرة على القلاح المحيطة إما عن طريق الخدع الدعائية، أو بالأساليب الدموية والمجازر. لُقب الإسماعيلية بالباطنية "لدعواهم أن لظواهر القرآن والأخبار بواطن تجري في الظواهر مجرى اللب من القشر، وهي عند العقلاء والأذكياء رموز وإشارات إلى حقائق معيّنة"، وأن من يملك فهم هذه الحقائق والإشارات هم الذين سقط عنهم التكليف. أما عن لقب "الحشّاشين" أو "الحشّاشية"؛ فقد أُطلق عليهم لأنهم كانوا يختفون وسط الحشائش لاغتيال معارضيهم، وقيل لشربهم "الحشيش " قُبيل عمليات الاغتيال لمعارضيهم حتى لا يتراجعوا عنها وسط تأثير هذه المادة المخدّرة. لقد كانت فرقة الحشاشين شديدة الدموية والجرأة في مواجهة الخصوم، وكان السنة والصليبيون على السواء يخافون من غيلتهم ودمويتهم، ومهاراتهم غير المتوقعة في الإجهاز والقتل. في عام 1092م كانت البداية الحقيقية لمواجهة السلاجقة للحسن الصباح؛ حيث بعث السلطان ملكشاه السلجوقي حملتين واحدة على قلعة ألموت والثانية على قوهستان القريبة؛ لكن الفرق العسكرية الإسماعيلية المدرّبة تصدت للسلاجقة. هنا بدأ الحشاشون في الانتقام من خصومهم؛ بل كانت بداية لسلسلة طويلة من الاغتيالات التي قاموا بها ضد ملوك وأمراء وقادة جيوش ورجال دين. بعد فترة من ذلك توفي ابن الصباح وكان قد كلف آخرين بشؤون الدعوة والإدارة وقيادة القوات الإسماعيلية قُبيل وفاته، وطلب منهم التعاون والتآزر حتى ظهور الإمام المستتر بحسب العقيدة الإسماعيلية. بالرغم من وفاة ابن الصباح فقد استمرت الصراعات المسلحة بين الإسماعيلية الباطنية والسلاجقة وتوسعت مناطقهم، وتمكن الحشاشون من الاستيلاء على قلاع جديدة. استطاع السلاجقة احتواء خطرهم سنة 1107م عندما استولى السلطان محمد السلجوقي على قلعة شاه دُز بالقرب من أصفهان، وقتل عددًا كبيرًا منهم من ضمنهم ابن العطاش كبير دعاتهم في إيران وولده، لكن بقي خطرهم قائمًا بوجود قلعة الألموت الحصينة. في عام 1219م، بدأ الاجتياح المغولي الأول للمشرق الإسلامي، واستيلاء هؤلاء المغول على إيران من جملة ما استولوا عليه؛ لكن "الحشاشية" استطاعوا أن يوثّقوا العلاقة بهؤلاء المغول في بادئ الأمر. غير أنهم رأوا أن مطامع المغول لا تتوقف عند حد معين، وأن فتوحاتهم وتوسعهم لا يزال مستمرًا، فخافوا من هذا الخطر الداهم، وسعوا في طلب العون من الصليبيين الذين وثّقوا علاقتهم معهم منذ بداية الحروب الصليبية ضد السلاجقة والزنكيين، لكن كان السيف قد سبق العذل. كان ركن الدين خُورشاه آخر زعماء الإسماعيلية في إيران وقد حاول تجنب الغزو المغولي، الذي قضى على الخلافة العباسية سنة 1258م، لكن القائد العسكري المغولي الأشهر هُولاكو أرسل إليه يطلب منه القدوم والخضوع، وهدده بالانتقام والقتل إن رفض هذا الأمر، ثم لم تلبث أن استسلمت قلعة ألموت في ذي القعدة من نفس العام بعد قتال قصير لم يطل. ثم صدرت الأوامر لهولاكو ملك التتار بالتخلص نهائياً من جميع الحشاشين، فقتلت أعداد كبيرة من أقارب خورشاه، ثم جمع عدد كبير من الإسماعيلية بغرض الإحصاء لكن هؤلاء أيضًا تم قتلهم جميعا، ولم ينجُ إلا من اعتصم بجبال فارس، هكذا تم القضاء على الإسماعيلية النزارية بضربة نهائية قوية بعد وجود في إيران دام ما يقارب القرن والنصف من الزمن.
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-