قصة قوم ثمود وناقة نبي الله سيدنا صالح


قصة قوم ثمود وناقة نبي الله سيدنا صالح

ذُكروا في القرآن، تمتعوا بالقوة ونحتوا الجبال لتكون بيوتهم، قوم ثمود. 
كانت ثمود قبيلة أو مجموعة قبائل من سكان شبه الجزيرة العربية القدماء، تعالوا معنا لنتعرف على قوم ثمود وقصتهم مع النبي الذي أُرسل إليهم. 
كانت ثمود من العرب القدماء وتقع مساكنهم في منطقة الحجاز غرب المملكة العربية السعودية وتسمى مدائن صالح. سُميت بذلك الاسم نسبة إلى أحد أجدادها وهو ثمود بن جاثر بن إرم بن سام بن نوح. 
كان قوم ثمود ينحتون من الجبال بيوتاً عظيمة، كانوا يستخدمون الصخر في البناء، وكانوا أقوياء قد فتح الله عليهم رزقهم من كل شيء. 
جاء قوم ثمود بعد قوم عاد، فسكنوا الأرض التي استعمروها، وتكررت قصة العذاب بشكل مُختلف، وقد ذُكر قوم ثمود في القرآن الكريم، حيث قال تعالى : 
(وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ) 
كانت ثمود قبيلة تعبد الأصنام، فأرسل الله لهم نبياً منهم، سيدنا صالح عليه السلام، وقد كان من أشرافهم من عائلة عظيمة وعريقة، اتصف بالعقل والحكمة، وكانوا يرجعون إليه في خصوماتهم ويسترشدون برأيه في مشاكلهم. 
دعا سيدنا صالح قومه لعبادة الله والإيمان به وترك عبادة الأصنام فقال لهم (يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ)، لكن تفاجأ كبار قوم ثمود من دعوة سيدنا صالح واتهامه لآلهتهم بأنها بدون فائدة وقيمة، وينهاهم عن عبادتها وهم كانوا يروا في سيدنا صالح الحكمة والصدق وحُسن التدبير. وقالوا (قَالُوا يَا صَالِحُ قَدْ كُنتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَٰذَاۖأَتَنْهَانَاأَننَّعْبُدَمَايَعْبُدُآبَاؤُنَاوَإِنَّنَالَفِيشَكٍّمِّمَّاتَدْعُونَاإِلَيْهِمُرِيبٍ ) 
رفض قوم ثمود اتباع سيدنا صالح في دعوته وتصديقه، وظنوا أنه ساحر أو مسحور، وطالبوه بمعجزة تثبت أنه رسول من الله إليهم. 
لقد كان قوم ثمود أقوياء أشداء ينحتون الجبال، لذلك خرجت معجزة سيدنا صالح لهم من بين الجبال التي كانت عبارة عن ناقة ظهرت لهم من غير ولادة. 
ولقد كانت معجزة ناقة سيدنا صالح أنها كانت تشرب الماء من الآبار في يومٍ وحدها دون اقتراب باقي الحيوانات للشرب في هذا اليوم، وكانت تدر لبناً يكفي لشرب الناس جميعاً في هذا اليوم الذي تشرب فيه الماء فلا يبقى شيء للناس. 
أصدر الله أمره إلى سيدنا صالح أن يأمر قومه بعدم المساس بالناقة أو إيذائها أو قتلها، أمرهم أن يتركوها تأكل في أرض الله، وألا يمسوها بسوء حتى لا يتعرضوا إلى عذاب الله. 
في البداية تعاظمت دهشة ثمود حين ولدت الناقة من صخور الجبل، كانت ناقة مباركة ولبنها يكفي آلاف الرجال والنساء والأطفال، كان واضحاً أنها ليست ناقة عادية وأنها آية من الله، ومع ذلك آمن بعض قوم ثمود وبقي أغلبهم على العناد والكفر. 
كان سيدنا صالح يُحدّث قومه بلطف وحب، ويدعوهم لعبادة الله ويؤكد لهم أن الناقة دليل على صدق عودته وحذرهم من مساس الناقة بسوء، وأن الله أخلفهم قوم عاد وأنعم عليهم بالقصور والجبال المنحوتة والنعيم والرزق والقوة. 
مع أن الناقة كانت دليل قوي على نبوة سيدنا صالح وصدق كلامه، إلا أن أغلب قومه رفضوا الإيمان والتصديق، واتفقوا على قتل الناقة وخرج اشقى القوم وقام بقتل الناقة. 
خرج سيدنا صالح غاضباً على قومه لأنه حذرهم من المساس بالناقة، ومع ذلك استهزأ قومه منه وطلبوا منه أن يروا العذاب ويستعجله. فحذرهم أنه سيكون بعد ثلاثة أيام. وبعدها غادر قومه ومضى عنهم هو ومن آمن معه من القوم. 
وقد كان الكفر فقط للعناد واستمر قومه في السخرية والاستهزاء من العذاب ثلاثة أيام، وفي فجر اليوم الرابع انشقت السماء عن صيحة جبارة واحدة، انقضت الصيحة على الجبال فهلك فيها كل شيء حي، وصُعق فيها قوم ثمود بكفرهم وكانت نهايتهم وهلاكهم لعدم طاعتهم لأوامر الله ونبيهم المرسل إليهم صالح عليه السلام. 
ذُكرت قصة قوم ثمود في القرآن الكريم، وسماهم الله في القرآن (أصحاب الحِجر)(بكسر الحاء)، لأن مساكنهم كانت من الحِجر. وآثار مدائن هؤلاء القوم ظاهرة حتى الآن وتسمى مدائن صالح، كما تُعرف ديارهم باسم (فجّ الناقة)، وتوجد شمال المدينة المنورة. لم يتعظ قوم ثمود من القوم السابق لهم عاد، وعاندوا نبيهم وأنكروا رسالته فكانت نهايتهم. استمتعت معكم في سرد أحداث قصة قوم ثمود وما حدث معهم.
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-