حقائق مذهلة عن طائر الغراب الذكي


حقائق مذهلة عن طائر الغراب الذكي

أَوَّلُ مَنْ علّم الْبَشَرِيَّة دَفْن الْمَوْتَى ، مَنْ أَذْكَى الطُّيُور ، يُحب الْجَمَال وَالأَلْوَان ، اجْتِمَاعِيٌّ أَنَّه (الغراب الأسود) يُعتبر الْغُرَاب الْأَسْوَدِ مِنْ أَشْهَرِ الطُّيُور انتشاراً حَوْل الْعَالِم ، يَتَمَيَّز بِلَوْنِه الْأَسْوَد الفاحم ، ويُطلق عَلَيْه أيضاً الْغُرَاب النُّوحِيّ ، يَنْتَمِي إلَى فَصِيلَة الغرابيات وَتَتَعَدَّد أَنْوَاعِه وفصائله ، مِنْه الْغُرَاب الأَزْرَق وَالْغُرَاب الْهِنْدِيّ وَغَيْرِهَا مِنْ الفَصَائِل الْأُخْرَى . ميّزه اللَّه بِاللَّوْن الْأَسْوَد القاتم حَتَّى يَسْتَطِيع الِاخْتِفَاء ليلاً مِنْ أَعْدَائِهِ الصَّقُور والبوم الَّتِي تَنْشَط ليلاً . ذُكر هَذَا الْحَيَوَانُ الْمُتَمَيِّز فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ حَيْثُ جَاءَ فِي قِصَّةِ أَبْنَاء آدَم ، قَابِيلَ وَهَابِيلَ وَهُو يُعلّم قَابِيل دُفِن أَخِيهِ هَابِيلَ . يَتَمَيَّز الْغُرَاب الْأَسْوَد بِحُبِّه لِلْأَشْيَاء اللامعة والملونة ، حَيْث نَجِد دائماً فِي عشّه أَشْيَاءً لامِعَة مِثْلَ الذَّهَبِ أَوْ الاكسسوارات بِالْإِضَافَةِ إلَى قَطْعِ الصَّابُون الْمُلَوَّنَة ، فَهُوَ يُحِبُّ الْجَمَالَ . صَدِيق الْمُزَارِع يَتَغَذَّى عَلَى الْحَشَرَات وَالدِّيدَان وَالْآفَات الزِّرَاعِيَّة ، بِالْإِضَافَةِ إلَى تَنَاوُلِهِ بِيضُ الطُّيُور والأسماك وجيّف الْحَيَوَانَات الْمَيْتَة . صَغِيرُ الْوَزْن قَدْ يَبْلُغُ وَزْنُه كِيلو جِرَامٌ وَاحِد ، وَطُول 40 سَمّ ، وَمَعَ ذَلِكَ يَتَمَيَّز بِقُوَّتِه فَلَا يَخَافُ الصَّقُور وَالنُّسُور ، بَل يُطاردها هُو وأسراب فصيلته لِلْحُصُولِ عَلَى فريستها وَأَخْذِهَا مِنْهَا . يَعِيش الْغُرَابِ فِي جَمَاعَاتٍ وأسراب فَهُو طَبْعِه اجْتِمَاعِيٌّ لَا يَعِيشُ وحيداً . وَعِنْدَمَا يتزاوج الْغُرَاب يَكُونَ عُمَرُ الذكر4 سَنَوَات وَعُمَر الْأُنْثَى 3 سَنَوَات تقريباً حَيْث يَتَمَيَّز بِالْوَفَاء فَهُو يَعِيش طَوَالَ عُمُرِهِ مَعَ زَوْجَتِهِ وَلَا يَرْتَبِطُ بِأُخْرَى إلَّا لَوْ تُوُفِّيَت ، بِالْمِثْل تُخلص أُنْثَى الْغُرَاب لِزَوْجِهَا وترفض اقْتِرَاب أَيْ ذَكَرَ مِنْهَا بَلْ وتضربه حَتَّى يرَحَّلَ عَنْهَا . تَتَكَاثَر الْغِرْبَان مَرَّةً وَاحِدَةً سنوياً حَيْثُ تَضَعُ الْأُنْثَى مِنْ 2 – 6 بَيْضَات خِلالَ أُسْبوعٍ ، وَتَقُوم بِرِعَايَتِهَا 19 يوماً حَتَّى تَفَقَّس ، ويُولد فَرْخ الْغُرَاب أَبْيَضُ اللَّوْنِ وَيَكْسُوَه زَغَبٌ أَسْوَد وَيَتَحَوَّل فِيمَا بَعْدُ إلَى الرِّيش الْأَسْوَد ، وَتَقُوم الْأُمّ بِرِعَايَتِهَا مايقارب الشَّهْر وَالنِّصْف حَتَّى تَكْبُرَ وتعتمد عَلَى نَفْسِهَا وَتُسَاعِد أَبَوَيْهَا فِي جَلْب الطَّعَام وتجميعه ثم تعيش مَعَهَا فِي السَّرَب . يُعتبر الْغُرَاب مَنْ أَذْكَى الطُّيُور حَيْث اِكْتَشَف الْبَاحِثُون أَن الْغُرَاب يَسْتَطِيع تَمْيِيز وُجُوه الْبَشَر وَحِفْظِهَا ، كَمَا أَنَّهُ الْحَيَوَان الْوَحِيد الَّذِي يَسْتَطِيعُ الْعَدّ حَتَّى الْعَدَد 9 تُسمى كُلّ مَجْمُوعِة غِرْبَان بالمجثم وَاَلَّتِي يقطنها مِئات أَوْ حَتَّى الْآلَاف مِنْ الْغِرْبَانِ الَّتِي تَكُونُ مِنْ نَفْسِ الصِّنْف ، وتعيش عَلَى الْأَشْجَارِ فِي مَنَاطِقِ يَتَوَفَّر فِيهَا مَصْدَرٌ لِلْغِذَاء وَالْمَاء بِالْإِضَافَةِ إلَى أَنْ تَكُونَ مَنَاطِق هَادِيَة وَأَكْثَر دفئاً بَعِيدَةٍ عَنْ الصَّقُور والبوم . تُصدر الْغِرْبَان نَعيق لِتَجْمَع بَعْضِهَا الْبَعْضِ قَبْلَ غُرُوبِ الشَّمْسِ لِتَسْتَعِدّ لِلنَّوْم أوحتى عِنْد مُوَاجِهَة أيِّ خَطَرٍ . فَهِيَ مِنْ أَكْثَرِ الطُّيُورِ وفاءاً وولاءاً للمجموعة . وَمِنْ الْغَرِيبِ فِي حَيَاةِ الْغِرْبَان إذَا مَرِضَ أَحَدُهَا وشعرت الْمَجْمُوعَة بِخَطَر نَقَل الْعَدْوَى لِبَاقِي الْمَجْمُوعَة تَتَّفِق بَاقِي الْغِرْبَان عَلَى قَتْلِ الْغُرَاب الْمَرِيض وَدَفْنِه حفاظاً عَلَى حَيَاةٍ الْبَقِيَّة ، سُبْحَانَ مَنْ عِلْمِهِ ذَلِكَ . كَانَت الْغِرْبَان تَطَوَّفَ فِي السَّمَاءِ أثْنَاءَ الحُرُوبِ تَنْتَظِرُ أَنْ تَأْكُلَ جِيَف الْقَتْلَى ، وَمِنْ هُنَا أَصْبَح رُؤْيَة الْغِرْبَان تُحْلِق بِالسَّمَاء نَذِيرٌ شُؤْمٌ عِنْدَ الْبَعْضِ لِلدَّلَالَةِ عَلَى وُجُودِ حربٍ أَوْ قَتْلَى . اسْتَمْتَعْت مَعَكُم بِمَعْرِفَة كُلّ مايخص الْغُرَاب الْأَسْوَد هَذَا الطَّيْرُ الرائِع ، وَيَكْفِيه فخراً أَنَّه ذُكر فِي كِتَابِ اللَّهِ .
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-