الزرافة
أطول حيوان عرفه الإنسان حتى يومنا هذا حيوانٌ يجمع بين شتى صفات الحيوانات الأخرى فله من الجمل عنقه ومن النمر جلده , ومن الظبي ساقه, ومن البقر أسنانه ,ومن الإبل رأسه . تعد الزرافة أطول حيوان و يتميز عنقها بأنها أطول عنق بين الحيوانات. يبلغ طول الزرافة حوالي تسعةَ عشر قدماً يرجع سبب ذلك إلى عنقها الطويل والطريفُ أن به أقل عدد من العظام لأي مخلوقٍ آخر إذ به سبع عظمات فقط ، بينما لعنق البطة عشر عظمات ، ويساعدها طولها على تناول طعامها المتمثل في أوراق الشجر ، وهي متميزة في نقوشها فلا تتشابه زرافة مع أخرى في خطوط الرقبة تماما مثل بصمة الإنسان. ويساعدها ارتفاع قوائمها أيضاً على الهرب من الأسد الذي يفاجئها فتهرب منه ، ويدعمها في ذلك حوافرها الموجودة بأقدامها الطويلة ، ومما يساعدها على التخلص منه لون جسمها فإنها تبدو وكأنها ظلال الشجر. ومن صفات الزرافة أن لها قدرة فائقة على السمع والبصر , ولسانها طويل حتى يُمكن أن تنظف به أسنانها كما وتستعمله بمهارة في النقاط أوراق الشجر من بين أوراق الأشجار الشوكية دون أن يلحقها أذى . تمشي الزرافة لمسافاتٍ طويلة فوق الأرض الوعرة دون الشعور بالإرهاق . قلبها كبيرٌ فهو ضعف وزن قلب الإنسان عشرين مرة و ذلك ليتمكن من ضخ الدم إلى رأسها المرتفع كثيراً ، بسبب ارتفاع الرقبة . في معظم أيام السنة لا تستطيع الزرافات أن تشرب بل تكتفي بما في أوراق الشجر من مياه قليلة لخطورة الاقتراب من حفر المياه حيث يكمن هناك الأسد ينتظر فريسته وينتظر الوقت الذي يخفض الحيوان رأسه فيقفز عليه . ولكن حين تجف أوراق الشجر لابد للزرافات أن تتجه للماء لتشرب منه فتيسير ببطء خطوة خطوة يتقدمها كبيرهم ويتبعه بقية الزرافات ، وكلما سار رئيس الزرافات مسافةً يتوقف ، فتتوقف كل الزرافات وتأخذ في شم الهواء من حولها فإذا اطمأنت الزرافات واقتربت من الماء فإن البعض يشرب والبعض يراقب الموقف . ورغم ذلك فإن الزرافات تتحمل الجوع والعطش وتصبر على قلة الماء أسابيع ، وترتوي مما تختزنه من الماء. والزرافة حيوانٌ أنيس الحيوانات ، فتتجمع وتعيش معاً في وداعة ، و رغم ما عُرف عنها من وداعة فإنها تبدو غاية في القوة والشراسة إذا تعرضت للخطر وهاجمها حيوان ما, فتستعين برأسها الوديع دائماً في ضريه وكأنها مطرقة ، لذلك تخشاها الحيوانات ,حتى الأسد لا يقدر أن يهاجمها إلا خلسةً ومن الخلف . تبدو الزرافة في معظم أوقاتها صامتة ,حتى ظن الكثيرون انها خرساء ، وفي الحقيقة أن الزرافة لها صوتٌ ولها حنجرة وصوتها اسمه السليل, ولكن نظراً لأن أعضاء الجهاز الصوتي لديها غير مكتملة فإن صوتها ضعيف ، وتظل معظم أوقاتها صامتة .