أختراعات مستوحاه من الحيوانات


 

اختراعات مستوحاة من عالم الحيوان : 

لطالما راقب الانسان الطبيعة بتأمل و ملأ الدفاتر بملاحظاته العجيبة عنها. شغفه بها، جعله يحاكي و يقلد ما يراه في الطبيعة و يدخلها بطريقة ما في حياته، سواء في التصميم، التكنولوجيا أو العلوم. على سبيل المثال، استلهم تصميم الطائرات من ملاحظاته عن الطيور، فكان لها جناحان و تنظيم هيكلي مشابه للطيور، و ذلك لتحقيق أداء متفوق في الطيران، فصنعت طائرات أكثر استقراراً و كفاءة. لفت انتباهه أيضاً الثعبان و كيف يغرس أنيابه ليحقن السم في جلد الفريسة، فدرس آلية عملها و استوحى منها تصميم الحقنة. 

.

1- الخفاش و الرادار:

يعتبر الخفاش حيواناً ليلياً و يعتمد بشكل كبير على حاسة السمع و الإحساس بالصدمات للتنقل، هذا يسمح له بالتحرك في الظلام الدامس. يرسل الخفاش صوتاً عالي التردد ثم يستقبل الصدى المرتد ليستكشف البيئة المحيطة به و الأجسام التي تعيق طريقه.

يمكن القول أن الرادار مستوحى من قدرات الخفاش في استشعار محيطه. إنه يستخدم موجات الراديو لرصد الأشياء و تحديد مواقعها، حيث يصدر موجات كهرومغناطيسية عالية التردد و يستقبل الصدى المرتد من الأشياء الموجودة في طريقه. يتم تطبيق هذا المبدأ في الملاحة الجوية و رصد الطقس و الاتصالات و غيرها.

2- أنف الصقر الشاهين و الطائرات: 

يعتبر الصقر الشاهين من أسرع الطيور في العالم، فهو يحلق بسرعات عالية و يصعد عمودياً و يهجم على فرائسه بطريقة خاطفة. هذا يعني أنه يتعرض لضغط هواء كبير ما سيؤدي إلى انفجار رئتيه. يكمن السر في عظمة صغيرة في الأنف تعمل على إبطاء دخول الهواء إلى الرئة و بالتالي تخفيف الضغط. ألهمت هذه القدرة المهندسين لتطوير طائرات حربية ذات سرعة عالية و قدرة هجومية فائقة، قادرة على المناورة في مختلف ظروف الضغط الجوي. 

3- قطار "الرصاصة" الياباني و طائر الرفراف: 

هل كنت تعرف أن قطار الرصاصة السريع مستوحى من طائر؟ كانت القطارات السريعة ناجحة جداً في اليابان، لكن هناك مشكلة واحدة فيها. أثناء مرور القطار في الأنفاق، يتسبب بإزعاج كبير للركاب و السكان، فسرعته الكبيرة تجعل من الاهتزازات و الضوضاء أمراً حتمياً.

بحث مصممو القطار عن إجابة لهذه المسألة في الطبيعة، فوجدوا أن طائر الرفراف يغوص بسرعة عالية من الهواء إلى الماء ليصطاد السمك بدون إحداث موجات عديدة على سطح الماء. فصمموا مقدمة القطار بطريقة مشابهة لمنقاره، ليحلوا مشكلة الضجيج المزعجة. و بالفعل، أصبح القطار أسرع و أقل ضجة. 

4- الكاميرا و عيون الحشرات:

هل تساءلت من قبل كيف ترى الحشرات العالم؟ قام الباحثون بدراسة تركيبة و وظائف عيون الحشرات لتصميم أنظمة تصوير عالية الدقة و قوية الأداء. هذا النوع من الكاميرات المستوحى من عالم الحشرات يقوم بإلتقاط مجال رؤية 160 درجة. تسمى أيضاً بالكاميرا المركبة أو متعددة الفتحات. بدلاً من أن تحتوي الكاميرا على عدسة واحدة نجد أنها تحتوي على مجموعة من العدسات الصغيرة، فيتسع بذلك نطاق الرؤية، و بدقة عالية، لتتكون صورة بانورامية مع مشاهدة شاملة للبيئة المحيطة. 

هناك عدة تطبيقات محتملة لكاميرا عيون الحشرات، بما في ذلك أنظمة المراقبة و الأمان، الروبوتات، الواقع الافتراضي و الطب. يجدر الذكر أن كاميرات عيون الحشرات ما زالت مجال بحث و تطوير مستمر.

5- أجهزة الاستشعار و البعوض :

قد يشكل استشعار الحشرة لأي حركة طفيفة من حولها فارقاً و يجعلها تأخذ احتياطاتها من المفترس. من حسن الحظ أن لديها قرون استشعار متعددة الوظائف تكشف عن محيطها و تتحسس الروائح. 

مع التقدم التكنولوجي، تم تطوير أجهزة مستلهمة من حاسة الشم و الاستشعار لدى البعوض لكشف عن المواد الكيميائية في الهواء.

6- الهليكوبتر و الحشرات:

استوحى المهندسون تصميم طائرة الهليكوبتر من بعض خصائص الحشرات، نتحدث هنا عن الطيران بشكل عمودي و حركة الأجنحة المنفصلة، تماماً كالنحل و الذباب الذي يتحرك بسرعة و ثبات في الهواء. 

هذا التصميم يوفر مرونة عالية في الطيران و قدرة على الهبوط و الإقلاع حتى في مناطق ضيقة.

7- السونار و الدلافين: 

تستخدم السفن و الغواصات السونار للتنقل و تجنب العقبات و تتبع الأهداف تحت الماء. يعتمد مبدأ السونار على إرسال موجات صوتية بترددات معينة في الماء، عندما تصطدم الموجات بجسم صلب، سترتد و تعود الى السونار.هذا يتيح تحليل المعلومات الصوتية المرتجعة لتحديد المسافة و معرفة مكان الجسم الصلب. 

هذه التقنية مستوحاة من قدرات الدلافين و الحيتان الطبيعية، إذ تساعدهم في التنقل  و البحث عن الغذاء و تحديد المسافات باستخدام الموجات الصوتية. 

في النهاية، لطالما كان تقليد الإنسان و محاكاته للطبيعة سراً من أسرار الابتكار و الإبداع. ففي كل عمل ينجزه، يسعى لإضفاء لمسة ساحرة من الطبيعة، فهو يأخذ من تفاصيلها إلهاماً لتصميماته العجيبة. لا تنتهي رحلة مراقبة الطبيعة عند هذا الحد، فما زال هناك الكثير من الأسرار و العجائب التي تكمن في عالم الحيوان و يمكن تحويلها إلى حلول علمية مبتكرة لتحسين حياتنا. 

و أنتم أعزائي، هل هناك ما أثار اهتمامكم في هذه الاختراعات؟ و هل تظنون أن للحيوانات تأثير مستمر على الابتكار و التكنولوجيا؟ 

اكتبوا لنا آرائكم في التعليقات. 

.

ختاما، نتمنى أن تكون معلومات اليوم قد لاقت استحسانكم وأنها كانت مفيدة لكم ... دمتم في رعاية الله.

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-