أصبح من المألوف في عصرنا الحالي، أن نرى كلابا بآذان قصيرة وأذيال ناقصة، لدرجة أصبح الكثيرون يعتقدون بأن هذا هو مظهرها الحقيقي بالفعل .. غير أن الحقيقة هو أن هذه الكلاب المسكينة أخْضَعَها أصحابها لعمليات جراحية من أجل تقصير الذيل وبتر الجزء العلوي من الأذن .. فماهي أسباب هذا التصرف؟
.
للأسف فإن هذا النوع من العمليات، تحول إلى هوس عند نسبة كبيرة من مالكي الكلاب في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث انتشرت الظاهرة بشكل كبير .. ففي إحدى استطلاعات الرأي، صرح قرابة 45% من الأشخاص المستجوبين بأنهم لا يعرفون بأن هذه الكلاب خضعت لعمليات جراحية لأجل قص ذيلها وتقصير أذنها ..
أكثر من ذلك، فإن هذه الظاهرة تحولت إلى قضية تثير الجدل بين المختصين في عالم الحيوانات ..
فهل هذا النوع من الممارسات في حق الكلاب هو أمر حديث ؟
الجواب هو لا .. فهي ممارسة قديمة جدا، تعود إلى العصور القديمة، ولها عدة أسباب منها ما هو معتقدات خالصة، حيث كان يُعتقد سابقا بأن الأذن الطويلة عند الكلب، تجعله أكثر عرضة للإصابة بالتهابات الأذن، كما أنها أي الأذن تتضرر بسرعة وتنتفخ بالدماء ..
كما كان يعتقد قديما بأن قطع الذيل يمنع داء الكلب أو السعر، خاصة وأن الكلاب قديما كانت تُستخدم بالخصوص في الصيد وحراسة الغنم، أيضا حتى لا يتعرض الكلب للجروح في ذيله، والتي تحدث بسبب حركة ذيله من اليمين إلى اليسار، خاصة إذا كان الكلب يمشي في أزقة ضيقة، حيث يهز ذيله وبالتالي يتعرض لجروح، فيتم في هذه الحالة قص الذيل ..
كذلك كان يسود اعتقاد بأن الكلاب ذات الأذنين المقصوصة تسمع بشكل أفضل من الكلاب ذات الأذنين الطويلة، إذ يمكنها أن تقوم بتدوير أذنها القصيرة في اتجاه الصوت، عكس إذا كانت أذنها طويلة ..
اعتقاد آخر كان سائدا وقتها، هو أن قص الجزء العلوي من أذن الكلب، يجعله أكثر طاعة عند التدريب، وبالتالي فهو لا يبقى شرسا ..
وقد كان سابقا يتم قص جزء صغير من الأذن على الجراء الصغيرة جدًا من قبل صاحبها، وذلك باستخدام المقص فقط دون استخدام مُسكن للألم .. لكن في الوقت الحالي، أصبحت هذه العملية، تُجرى بواسطة طبيب بيطري مختص، بحيث يَجْرى الاستئصال الجراحي لجزء من كلتا الأذنين وقطع جزء من الذيل، وحاليا هذه العملية الاستئصالية تُجرى على سلالات معينة من الكلاب الصغيرة، على الخصوص صغار الدوبرمان .. خاصة تلك التي يتم تربيتها وتدريبها لأجل أن تكون كلابا للحراسة أو القتال، بحيث يرغب أصحابها في تقليل حدوث إصابات في الأذن والذيل، في حالة دخل هذا الأخير في عراك أو قتال مع كلاب أخرى، حتى لا تُمسكه الكلاب الأخرى من أذنه أو ذيله، فتلحق به الهزيمة بسرعة وتتسبب في أذيته، خاصة وأن الذيل هو من أهم نقاط ضعف الكلب..
لكن ماذا عن كيفية قطع ذيل الكلاب ؟
يتم عادة إجراء عملية الاستئصال الجراحي لذيول الجراء سواء للأسباب المذكورة سابقا أو لأغراض تجميلية، في عمر من يومين إلى 5 أيام، بحيث يتم قطع الذيل باستخدام مقص، كما يتم سد إمداد الدم ..
أكيد أنك الآن تتساءل، هل هذا النوع من العمليات مؤلم؟
بحسب المدافعين والمؤيدين لعملية قص الأذن والذيل، فإن هذه العملية لا تُسبب أي نوع من الألم أو الازعاج للكلب، حيث أن الجراء في هذه السن، يكون جهازها العصبي لا زال تطوره لم يكتمل بشكل كامل ..
غير أن هذه الادعاءات ثم تفنيدها، بحيث أن الخبراء يؤكدون أن الجراء لديهم حساسية مماثلة للألم مثل الكلاب البالغة، وأنهم بالفعل يتألمون خلال العملية، خاصة وأنه في الغالب يتم إجراء هذه العمليات دون أي تخدير أو تسكين وأن عملية قص ذيل الجرو، تجري فيها قطع العضلات والأوتار وما يصل إلى سبعة أزواج من الأعصاب شديدة الحساسية وقطع وصلات العظام والغضاريف.
وأكبر دليل على أنها تتألم، هو أنها تُصدر أصواتا من شدة الألم، خلال عملية قطع الذيل وأيضا أثناء خياطة الجرح، كما وأنه في حالات كثيرة، تعاني هذه الكائنات من الالتهاب وغالبا تتعرض لتلف الأنسجة .. كما أنها قد تواجه خطر الإصابة بالعدوى أو بعض المضاعفات الأخرى المرتبطة بهذه الجراحة التي هي بالأساس غير ضرورية ..
أكثر من ذلك، أحيانا قد تُسبب ألما مزمنا طويل الأمد، بل إنها قد تُكون ورما عصبيا مزمنا في مكان البتر ..
أما فيما يخص قص الأذن، والمشاكل التي قد يسببها، فإن عديدين يَرَوْنَ أن الأمر هو تشويه غير ضروري للكلب، كما أن العملية مؤلمة ومرهقة ومن المحتمل أن تكون خطيرة للكلب، حتى لو ثم إجراؤها من طرف طبيب بيطري .. فهي قد تؤدي إلى الإصابة بعدد من الأمراض المعدية وأيضا من الممكن أن تؤدي إلى فقدان السمع..
إذن متى يمكن قطع الأذن للكلب ؟
هناك بعض الحالات، التي تستدعي بالفعل مثل هذه العملية، وهي الضرورة الطبية، حيث يقوم الطبيب البيطري بإجراء عملية قطع الجزء العلوي لأذني الكلب، في حالة مرض الأذنين، حيث يكون الكلب مهددا بمرض ما .. بمعنى أن الدوافع الطبية تكون واضحة جدا وليست تجميلية ..
قص الأذن والذيل، يعتبر أمرا غير قانوني في إنجلترا، وذلك بموجب قوانين رعاية الحيوان، كما أنه قد تم حظر عمليات قص الأذن والذيول في عدد كبير من البلدان بما في ذلك، ألمانيا وهولندا والسويد والنرويج والدنمارك.
وأنت عزيزي المشاهد، هل أنت مؤيد أم معارض لمثل هذه العمليات ؟ وفي حال امتلكت كلبا للحراسة أو القتال، فهل سوف تقطع أذنه وذيله؟ شاركنا برأيك في تعليق لأنه يهمنا جدا ..
.
ختاما، نتمنى أن تكون معلومات اليوم قد لاقت استحسانكم وأنها كانت مفيدة لكم ... دمتم في رعاية الله.