أسرار الغواصة المفقودة تيتان : أقالو من شكك بسلامة الغواصة | من المسئول؟

 



الغواصة المفقودة: 

غرقت سفينة تيتانيك في رحلتها الأولى عام 1912، قبالة سواحل نيوفاوندلاند في المحيط الأطلسي، بعد اصطدامها بجبل جليدي، ما أدى إلى غرق 1500 من ركابها. عثر على حطامها عام 1985. لم تزل هذه الحادثة عالقة في أذهان الناس فقد نسجوا الكثير من القصص حولها. 

كما استقطب الحطام منذ ذلك الحين السياح و صائدي الكنوز. سنتحدث اليوم عن الغواصة السياحية المفقودة قرب حطام تيتانيك: لماذا ذهبت إلى هناك؟ من على متنها؟ ما هي التقنيات المتاحة للعثور عليها؟ و ما هي تدابير الطوارئ في هذه الغواصة؟ 

.

.

كانت مهمة الغواصة تايتن القيام برحلة سياحية إلى أعماق المحيط الأطلسي لمشاهدة حطام سفينة تيتانيك.

حملت الغواصة خمسة أشخاص على متنها : ستوكتون راش المؤسس و المدير التنفيذي لشركة (أوشن غيت) التي نظمت الرحلة، الملياردير البريطاني هاميش هاردينغ، الغواص الفرنسي بول هنري نارجيوليه، و الملياردير الباكستاني شاهزاده داود و ابنه سليمان، و دفع كل واحد منهم 250 ألف دولار للقيام بهذه الرحلة الخارجة عن المألوف.

يبلغ طول الغواصة حوالي ستة أمتار و نصف، و يمكنها الغوص إلى عمق 4000 متر لكي تصل إلى حطام السفينة. وُصفت التكنولوجيا التي استخدمها ستوكتون راش لبناء غواصاته بأنها "هندسة جيدة". يمكن تسيير هذا النوع من الغواصات عن بعد و يمكن للطاقم إدارتها و التواصل مع طاقم آخر على السطح. كما أن مخزون الأوكسجين يكفي لستة و تسعين ساعة لخمسة أشخاص.

يشير موقع شركة (أوشن غيت) إلى أن تايتن صممت من ألياف الكربون و التيتانيوم و هي خفيفة الوزن و تستطيع نقل حمولة تبلغ 685 كيلوغراماً. كما زودت الغواصة بأنظمة لمراقبة الضغط بشكل مباشر لإنذار الربان في حال حصول أي طارئ ليتمكن من الصعود إلى السطح. هناك أيضاً تدابير طورائ من شأنها أن تتخلص من الأوزان الزائدة و تجعلها تطفو نحو الأعلى.  

لدى الغواصة ثلاثة أنابيب من الرصاص يمكن إسقاطها لاكتساب القدرة على الطفو، و ذلك بفضل المكونات الهيدروليكية. إن لم تنجح الأنظمة الهيدروليكية في هذه المهمة، يمكن إمالة الغواصة للتخلص من الأوزان بواسطة الجاذبية. هذا بالإضافة للروابط القابلة للانصهار و التي تتفكك بعد 16 ساعة لإسقاط الأكياس الموجودة أسفل الغواصة و المليئة بطلقات معدنية إن فشلت المحركات و النظام الهيدروليكي في التخلص منها.

في 18 حزيران 2023، فقدت السفينة (بولار برنس) الإتصال بطاقم الغواصة تايتن بعد ساعة و 45 دقيقة من إنطلاقها في مياه المحيط الأطلسي.

بدأت عمليات البحث من قبل عدة جهات باستخدام الطائرات العسكرية و معدات رصد للأصوات عبر السونار حيث يمكنها اكتشاف الأجسام المتحركة تحت الماء. كما انضمت العديد من السفن لعملية البحث و الإنقاذ.

يذكر أن شركة أوشن غيت واجهت مخاوف تتعلق بالسلامة بشأن الغواصات. فقد كتب خبراء من جمعية التكنولوجيا البحرية إلى رئيس الشركة التنفيذي للإعراب عن قلقهم بشأن تايتن، و حذروا من مشاكل كارثية محتملة في تصميمها. و جاء في دعوى قضائية رفعت عام 2018 أن مديراً سابقاً في الشركة المنظمة للرحلة صرف من عمله لأنه شكك بسلامة الغواصة، فقد قال أن كوة الرؤية في مقدمة الغواصة صممت لتتحمل الضغط على عمق 1300 متر و ليس 4000 متر.

يبدو الأمل ضئيلاً في استعادة الغواصة و ركابها، إذ انتشرت سيناريوهات محتملة تفيد بأن ضغط المياه يجعل الغواصة تتصدع و تنفجر من الداخل، أو أن ركابها قد ماتوا بالفعل بسبب الضغط و نفاذ الأوكسجين.

قال أحد زوار حطام تيتانيك أن تجربة التواجد في المحيط كانت مربكة، فهناك ضغط عالٍ هذا بالإضافة إلى أن البوصلة توقفت عن العمل.

أخيراً، غرقت سفينة تيتانيك التي قيل أنها منيعة و غير قابلة للغرق، لأنها اصطدمت بتهور بجبل جليدي بسبب سرعتها العالية و عدم اتخاذ تدابير كافية للطوارئ و مات الكثير بسبب الغرق أو البرد. الغريب في الأمر أن عدد ضحاياها يزداد مع مرور الوقت. 

هل تظنون أن تأثير سفينة تيتانيك سيبقى ليجذب الناس الى تلك المنطقة البحرية الخطرة؟ اكتبوا لنا آرائكم في التعليقات. 

.

ختاما، نتمنى أن تكون معلومات اليوم قد لاقت استحسانكم وأنها كانت مفيدة لكم ... دمتم في رعاية الله.

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-