أسرار الطائرة الماليزية الغامضة

 



من قصص الغموض الغريبة جدا والتي وقعت في عصرنا الحالي .. فالطائرة أقلعت من ماليزيا سنة 2014 وإلى حدود بث هذا الفيديو، كما لو أنها تبخرت في السماء فلا أثر يذكر لها ... في واحدة من أغرب وأعقد ألغاز حوادث الطيران عبر التاريخ ...

.

لا يزال حادث اختفاء الطائرة الماليزية يعتبر أحد أكبر ألغاز حوادث الطيران في العالم، لأنه لم يتم العثور على الجسم الرئيسي لها لحد الآن ولا معرفة الأسباب بشكل قاطع، بالرغم من الإمكانيات الضخمة، واستعمال آخر التقنيات والتكنولوجيا وتسخير العشرات من البواخر والطائرات، وتظافر جهود قرابة 30 دولة .. 

ففي يوم 8 مارس 2014، كانت الخطوط الجوية الماليزية، قد برمجت الرحلة المشؤومة رقم  " إم إتش 370 " ، حيث كان يومها من المفترض أن طائرة بوينغ 777 – 200 إي آر ستقوم برحلة دولية مبرمجة بين كوالالمبور وبكين، وكان على متن الطائرة 239 راكبا منهم 12 من طاقم الطائرة ... 

انطلقت الرحلة في حدود الساعة ال12 ليلا و41 دقيقة بتوقيت ماليزيا، حيث كان من المقرر لها أن تصل إلى العاصمة الصينية على الساعة السادسة والنصف من نفس اليوم، هذه الرحلة من الرحلات اليومية المعتادة بين المدينتين، وهي مبرمجة مرتين في اليوم، كما أن قائد الطائرة لديه حوالي 30 سنة من الخبرة في الجو ... بمعنى أن جميع الظروف كانت جيدة حتى تمر الرحلة في ظروف جيدة ... لكن وفي حدود الساعة الثانية صباحا و40 دقيقة ومباشرة بعد دخول الطائرة المجال الفيتنامي، صدرت عن قائد الطائرة مكالمة غريبة قال فيها "ماليزيا إم إتش 370  تصبحين على خير " ثم فقد الاتصال معها واختفت تماما من رادارات المراقبة  ...  ودقائق بعد اختفاءها أصدر سلاح البحرية الفيتنامية بيانا يقول فيه لأن الطائرة تحطمت في خليج تايلاند، وذلك بعد أن انحرفت عن مسارها المخطط ... 

ومع عدم العثور على الصندوقين الأسودين للطائرة، كان صعبا بل مستحيلا معرفة ما جرى بالضبط داخل الطائرة ...   ومباشرة بعد الإعلان عن اختفاء الطائرة، نفذت عملية بحث ضخمة جدا، اعتبرت هي الأكبر من نوعها في التاريخ، حيث بلغت تكلفتها نحو 150 مليون دولار، وانخرطت فيها 36 دولة وشملت مساحة تقدر ب 120 ألف كلم مربع في جنوب المحيط الهندي قبالة أستراليا، إذ كان يعتقد بأن الطائرة سقطت هناك .. لكن وبعد أشهر متواصلة من المسح في المحيط والبحث والتحقيقات لم يعثر للطائرة على أثر بل لم يعثر على أي شيء قد يفيد في البحث عنها، ليتم تعليق عمليات البحث في يناير 2017  ... 

سنة بعد ذلك أي سنة 2018، وبسبب الضغط الإعلامي الكبير الذي قادته عائلات الضحايا، قامت إحدى الشركات الأمريكية المتخصصة بعملية بحث أخرى، شملت هذه المرة مساحة 112 ألف كيلومتر مربع في جنوب المحيط الهندي، ومرة أخرى لم يتم التوصل إلى شيء وبقي الأمر لغزا، بحيث أن المحققين في عملية بحثهم عن الطائرة كانوا يعتمدون على حساب كمية الوقود التي كانت في الطائرة إذ قاموا بعملية حسابية، لأجل تحديد أقصى مكان ممكن أن تسافر به الطائرة، وعلى هذا الأساس قاموا بمسح كلي للمنطقة ومرة أخرى لم يعثر لها على أثر. ...  فرضيات وسيناريوهات الاختفاء كانت عديدة منها : احتمال حدوث خلل فني أدى إلى سقوطها في عرض البحر .. أو اضطرارها للهبوط في مكان ما، بسبب عطل أدى إلى تحطمها حيث أنه لم يكن هناك وقت للإبلاغ عن المشكلة، كما طرحت كذلك فرضية نفاذ الوقود داخل الطائرة وبالتالي الأكسجين مما أدى إلى وفاة جميع ركاب الطائرة ... غير أن التحقيقات أكدت بأن أجهزة الاتصال داخل الطائرة قد ثم تعطيلها بفعل فاعل، لذا فإن فرضية الاختفاء بفعل فاعل وأن العملية كانت بمثابة انتحار جماعي، كانت كبيرة جدا، حيث حامت كل الشبهات حول الطيار أحمد شاه .

فالتحقيقات أكدت أن الطائرة اختفت فيما بين المجالين الماليزي والفيتنامي، كما أن الطائرة بعد دخولها المجال الفيتنامي عادت مرة أخرى إلى المجال الجوي ماليزيا ، ثم غيرت اتجاهها نحو المحيط الهندي والغريب والمثير للشكوك أنها طارت فوق المجال الجوي للمدينة التي ولد فيها قائد الطائرة أحمد شاه، كما لو أنه كان يودعها وداعا دراميا ... التحقيقات أظهرت كذلك أن الطائرة كانت تطير على الحدود الماليزية التايلندية ، وفي هذه الحالة فإنه ولا رادار لأي بلد سوف يلتقطها، وهذا الامر لا يعرفه سوي ذووا الخبرة والتجربة في مجال الطيران، فالطائرة حين تطير مباشرة على الحدود بين بلدين، فإنه رادارات أي من البلدين سوف لن يلتقطاها .. وهذا الأمر رجح كذلك فرضية أن الحادثة من تدبير قائد الطائرة ... الغريب أكثر أنه في مثل هذه الحالات، فإن أفراد طاقم الطائرة كان من المفروض حينما اكتشفوا شيئا غريبا أو مثيرا للشك أن يتدخلوا ويرسلوا إشارات معينة، لكن في هذه الحالة ولا فرد من أفراد طاقم الطائرة قام بأية ردة فعل، مما جعل الشكوك تحوم حول إمكانية تعرضهم للتخدير أو القتل. 

تبعا لنفس الفرضية الأخيرة، فقد ثم تداول عدة معلومات على نطاق واسع عن قبطان الطائرة، مفادها أنه طباخ ماهر وأنه شخص مدمن على ألعاب الطائرات "الفيديو غيمز"، كما أنه مخترع غريب الأطوار، إذ سبق وأن صمم طائرتين مماثلتين للأصل الحقيقي، يمكن التحكم بهما عن بعد، وهو ما أثار الشكوك حوله. .. ومما عمق هذه الشكوك هو أن مسار التحقيقات، أكد بأن قائد الطائرة هو ناشط سياسي معارض، ومناصر كبير لقائد المعارضة الماليزي أنور إبراهيم، حيث أنه ساعات فقط قبل الرحلة المشؤومة كان قد حضر استئناف محاكمته التي أدين فيها بتهمة المثلية الجنسية المحظورة في ماليزيا، مما يرجح أنه قد يكون تسبب له في حالة غضب كبيرة أدت إلى قيامه بعملية قتل جماعي.

غير أن اكتشافا آخر ظهر خلال التحقيقات، أثار هو الآخر الكثير من الشكوك، إذ كان ضمن قائمة المسافرين شخصين سويسري وإيطالي، حيث أكدت التحريات فيما بعد أنهما لم يسافرا في تلك الرحلة، وأن جوازات سفريهما مسروقة منذ مدة وقد سبق وأبلغا معا عن ذلك، فيما أكدت التحقيقات أن شخصا آخر من جنسية إيرانية، كان قد حجز تذكرتين باسم الرجلين السويسري والإيطالي، حيث سافر بالتذكرتين شخصين آخرين من جنسية إيرانية وهما من استعملا جوازات السفر المسروقة في هذه الرحلة الغامضة.

وإلى حدود اليوم لم يظهر أي دليل واضح على مكان سقوط الطائرة، أو أية معلومات توضح سبب اختفائها. .. وإلى اليوم لازال الغموض يلف هذه القضية، فكيف يعقل أن تختفي طائرة تماما، وولم يتم العثور عليها بالرغم من كل هذه الإمكانيات الهائلة التي ثم رصدها لهذ الغرض؟ فمن يدري ربما في المستقبل سوف تظهر أدلة جديدة ولما لا قد تظهر الطائرة، ويتم حل لغز كبير من ألغاز الطيران ..

في النهاية، لا بد من الإشارة إلى أن الخطوط الماليزية قامت بسحب الرمز "إم إتش 370" من قائمة الرحلات "احتراما" للركاب وطاقم الرحلة واحتراما لعائلاتهم، بحيث أن الرحلة بين كولالمبور وبكين أصبح رمزها فيما بعد "إم إتش 318" .

.

ختاما، نتمنى أن تكون معلومات اليوم قد لاقت استحسانكم وأنها كانت مفيدة لكم ... دمتم في رعاية الله.

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-