جزيرة الأفاعي

 


هي جزيرة الأسرار والغموض، التي صنفتها اليونيسكو كموقع تراث عالمي، جزيرة حيرت العلماء منذ آلاف السنين وإلى اليوم، أسرارها كثيرة والروايات والأساطير حولها أكثر.

.

جزيرة القيامة واسمها أيضا جزيرة الفصح، هي جزيرة نائية ومنعزلة تقع في الجهة الجنوبية من المحيط الهادي، قبالة السواحل التشيلية، هي مثلثة الشكل، وعدد سكانها قليل جدا، يرجع أصل تسميتها بهذا الاسم إلى أن يوم اكتشافها صادف يوم عيد الفصح أو عيد القيامة، وكان ذلك من طرف المستكشف الهولندي جاكوب روجيفين، الذي اكتشفها بالصدفة سنة 1722  ... 

أما إدارياً، فتعتبر الجزيرة محافظة تضم بلدية واحدة من منطقة فالباريسو التشيلية ... 

سر شهرتها هو الغرابة المحيطة بها، والمقصود هنا هو تلك التماثيل الغريبة التي يتجاوز عددها 800 تمثال والتي يعود تاريخها إلى آلاف السنين، يطلق السكان الحاليون للجزيرة على هذه التماثيل اسم "مواي"، ولشدة غرابة طريقة نحث هذه التماثيل، تُعرف الجزيرة بأنها واحدة من أغرب الجزر في العالم ...   وهي التماثيل التي حيرت العلماء منذ سنين طويلة، فهي عبارة عن نموذج بشري محدد بمعايير خاصة جدا، متشابهة ولها نفس الوزن تماما ... منحوتة بدقة على شكل وجه إنسان وجذعه، أي من الرقبة حتى أسفل البطن، وبعض هذه التماثيل له غطاء دائري حول الرأس يزن لوحده 10 طن، والبعض الآخر له أذرع ... ورغم بساطة الأدوات المُستخدمة في النحت في ذلك الوقت، والتي لا تتعدى أن تكون معاول يدويةً حجريةً، فإن دقة نحت تلك التماثيل تعكس البراعة العالية التي يتمتع بها الأشخاص الذين قاموا بنحتها، خاصة وأنها تماثيل صلبة جدا ذات أوزان ثقيلة، وهذه البراعة المتناهية هي التي جعلت المهتمين يطرحون الكثير من الأسئلة، فطول كل تمثال  32 مترا، أما  وزنها فيقدر بحوالي 50 طناً...  أما فيما يخص المواد التي صنعت منها تلك المنحوتات العجيبة فهي تتكون من الرماد البركاني المضغوط، وبعضها من البازلت، وإلى حدود اليوم لم يتمكن أحد من العلماء والباحثين في التاريخ، من التوصل إلى الحقيقة القطعية وراء بناء هذه التماثيل، وكيفية توزيعها بهذا الشكل الغريب على الساحل التشيلي في جزيرة القيامة ... 

الروايات والتفاسير كثيرة، منها أن نحث هذه التماثيل كان من باب تعظيم شأن أسلاف تلك الشعوب التي سكنت الجزيرة قبل قرابة 2500 قبل الميلاد ...  

وإلى اليوم لازالت التساؤلات والتكهنات كثيرة حول كيفية بناءها، وبهذه التفاصيل الدقيقة، غير أن علماء الآثار يؤكدون أنه تمّ تصنيع تلك التماثيل من خلال الرماد البركاني بعد كبسه وضغطه، ومن ثم تسويته... 

من جهة أخرى، فالأبحاث حول هذه الجزيرة الغامضة بدأت منذ أزيد من قرن ولازالت مستمرة إلى اليوم، ففي سنة 1914 زارها فريق بحث علمي بريطاني لإيجاد أجوبة عن التساؤلات الكثيرة حول هذه التماثيل، واستفسارات منطقية، 20 سنة بعد ذلك أي سنة 1934 قدم إليها فريق بحث فرنسي ، ولازالت الأبحاث مستمرة ... 

وبحسب عدد من الدراسات، فإن الجزيرة كانت تسكنها قبائل غير معروفة من العصر الحجري الأخير أي قبل الميلاد، وهم من قاموا بصنع هذه التماثيل الكبيرة والضخمة ... وبحسب نفس الدراسات فإن كارثة كبيرة كانت قد حلت بالجزيرة سنة 1680، ورحل الأهالي الأصليون جميعا عنها، وبعد سنوات سكنتها شعوب أخرى، ويعتقد أنهم جاؤوا من جزر ماركيز الفرنسية واستقرّوا فيها، وهم أنفسهم سكانها الحاليون ...

وبالعودة إلى النظريات المتعددة التي تحاول تفسير صنع تلك التماثيل بتلك الدقة، تبقى أشهر نظرية هي تلك التي تقول بأن وراء صنعها كائنات فضائية جاءت من الفضاء الخارجي، غير أنها ظلت عالقة بالجزيرة ولم تستطع العودة إلى كوكبها الأصلي، فقامت بنحت تلك التماثيل ... أما السبب الرئيسي في هذا الاعتقاد فهو الدقة اللامتناهية في أماكن وجود تلك التماثيل الغريبة، المتعامدة تماما مع أشعة الشمس، بحيث أنها جميعها تمثل رموزاً فلكية معقّدة ...  بل إنه حتى الرسومات والمنحوتات الصخرية والخشبية الموجودة في الجزيرة تغطّيها رموز معقّدة ومبهمة، تؤكد على أن من قاموا بنحتها أشخاص يمثلون حضارة ذكية للغاية قد تكون اختفت وبشكل غامض ...

.

ختاما، نتمنى أن تكون معلومات اليوم قد لاقت استحسانكم وأنها كانت مفيدة لكم ... دمتم في رعاية الله.

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-