الخنفساء الحارقة .. هل هى أفظع حشرة في العالم؟


 

يوجد في الطبيعة المئات من أنواع الخنافس، التي تختلف فيما بينها من حيث الشكل والسلوكيات، ومن بين هذه الخنافس نوع مميز للغاية يطلق عليه المختصون : الخنفساء الحارقة 

.

الخنفساء الحارقة وهناك من يسميها النافطة أو القاذفة .. وقد اكتسب هذا النوع من الخنافس، اسمه الغريب هذا من آلية الدفاع الذاتية التي يتميز بها، دونا عن باقي أنواع الخنافس الأخرى .. فهي حينما تشعر بأن الخطر قريب منها وتغضب بشدة، تقوم بقذف رذاذ كيميائي على دفعات نبضية سريعة، وهذا الرذاذ الكيميائي ضار جدا، وهو يخرج من غدد خاصة موجودة في بطنها ... 

تستخدم الخنفساء الحارقة آلية الدفاع الذاتي عن نفسها .. ضد أي خطر أو هجوم قد تتعرض له، وذلك عن طريق إطلاق قذائف خاطفة وسريعة من مادة كيميائية تسمى "البتروكينون" وهي مادة حارقة وخطيرة .. بحيث تتفاعل هذه المادة الحارقة بشكل مُباشر مع الأكسجين، وذلك مباشرة بعد خروجها من جسم الخنفساء ...  عملية إطلاق هذه المادة تجاه العدو، تثم بدقة متناهية وتصيب العدو من دون خطأ، وهي تستغرق وقتا لا يتجاوز أجزاء من الثانية ..  

وتستخدم الخنفساء الحارقة، قذائفها عند تعرضها للهجوم من قبل بعض الحيوانات المفترسة كالطيور والضفادع، وتستخدمها كذلك لاصطياد غذائها على الخصوص النمل الذي يُعتبر هو غذاءها الأساسي.

وأكيد أنكم الان تتساءلون عن كيفية إنتاج الخنفساء الحارقة لآلية الدفاع هاته .. 

ما يحصل هو أن هذا النوع من الخنافس، يقوم بتخزين نوعين مختلفين من المركَّبات الكيميائية المتفاعلة وهما: الهيدروكوينون وأكسيد الهيدروجين .. وذلك في خزان منفصل يتواجد في الطرف الخلفي من بطن الخنفساء ... بحيث تبقى هذه المواد مخزنة حتى شعور الخنفساء بالخطر والتهديد، إذ تنقبض العضلات التي تدفع المادتين عبر أنابيب مزودة بصمامات إلى منطقة أخرى من الجسم، يوجد بها ماء وخليط من الإنزيمات المحفِّزة. وعند اختلاط جميع هذه المواد، يحدث تفاعل كيميائي خطير جدا، ترتفع معه درجة الحرارة تصل درجة الغليان. ..  هذا السائل المغلي، يتحول إلى غاز ذو رائحة كريهة .. ينطلق إلى المجال الخارجي مصحوبًا بصوت فرقعة مرتفع جدا، بحيث أن هذا الصوت لوحده يثير الفزع في العدو .. 

وأكيد أنك الآن تتساءل مع نفسك، كيف لهذه الكائنات التي تنتج موادا سامة وخطيرة في داخل جسمها، قبل أن تقذفها، لا تتأذى بها بالرغم من خطورة هذه العملية..

 ما يحصل هو أن تراكم الضغط خلال تفاعل المكونات الكيميائية، يجعل صمامات المدخل من غرف تخزين المتفاعلات تنغلق تلقائيا، وبالتالي يتم حماية أعضاء الخنفساء الداخلية.

من جهة أخرى، فإن الخنفساء الحارقة هي خنفساء أرضية، ويمكن العثور عليها في معظم القارات، باستثناء القارة القطبية الجنوبية. وتعيش عادةً في الغابات أو الأراضي العشبية، وكذا في الأماكن المعتدلة، كما يمكن العثور عليها أيضًا في بيئات أخرى إذا كانت رطبة لتضع بيضها.  

 ومعظم أنواع الخنافس القاذفة هي آكلة اللحوم ... وهي تنشط على الخصوص بالليل، حيث أنها غالبا ما تصطاد غذاءها في فترة الليل.. 

كذلك فإن الخنفساء الحارقة، تميل في العادة إلى العزلة، حيث أنها قليلا ما تجتمع مع مثيلاتها من الخنافس، على الخصوص حينما لا تكون مشغولة بالبحث عن الغذاء.


ختاما، نتمنى أن تكون معلومات الحلقة قد لاقت استحسانكم وأنها كانت مفيدة لكم ... دمتم في رعاية الله.


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-