أخطر نملة في العالم:
سنتكلم اليوم عن نملةٍ تثير الرعب في أستراليا و الولايات المتحدة الأمريكية، نملة لا تتورع عن الدفاع عن مناطقها و تبعث جيوشها لتبحث عن الطعام و المشاكل. إنها من أخطر أنواع النمل في العالم، فلقد اكتسبت سمعتها هذه بسبب لسعتها السامة الحارقة و انتشارها بين الدول. انها النملة النارية.
.
تدعى هذه النملة الصغيرة النملة النارية، إنها تبث الخوف في كل مكانٍ تغزوه، فجيشها قوي و لا شيء يقف في طريقه، تستطيع مهاجمة الحيوانات الصغيرة و تقوم بقتلها و التهامها حتى العظام. لديها قدرة على حمل ما يزن عشرة أضعاف وزنها، و كعادة النمل، فهي مثالٌ للتعاون و الاتحاد خصيصاً في القتال.
موطنها الأصلي هو أميركا الجنوبية، توجد هناك العديد من المواجهات بينها و بين حشراتٍ من أنواعٍ مختلفة، إلا أنها و بمساعدة الانسان، أبحرت على متن السفن بعيداً عن موطنها و هاجرت الى الولايات المتحدة الأمريكية، ثم غزت أستراليا و الصين و الفليبين.
يوجد العديد من الأنواع المختلفة من النمل الناري الا أن النوع سولينوبسيس أنفيكتا، هو النوع الأخطر و المعروف في الولايات المتحدة الأمريكية باسم النمل الناري الأحمر المستورد لأنه جاء عن طريق السفن التي نقلت السلع و التي نقلت أيضاً التراب لخلق نوعٍ من التوازن في السفينة أثناء الإبحار.
هل تعرف ماذا يحدث عندما تغزو النملة النارية منطقة ما؟ تبني مستعمرة و تبدأ بالتكاثر، يمكن أن يصل عددها في المستعمرة الواحدة الى أربعين مليون نملة. بعدها تمشط جيوش النمل المنطقة المحيطة بها و تشن هجوماً شرساً على الحشرات الأخرى المجاورة لها.
ان وجد جيش النمل فريسة ميتة في طريقه فإنه لا يضيع الوقت أبداً، يفككها و ينقلها الى المستعمرة و لا يترك خلفه سوى العظام.
ربما لن تصدق أن هذه النملة النارية التي لا يتجاوز طولها الخمسة ميلليمترات تسببت بخسائر بيئية و اقتصادية ضخمة تطال المزروعات و الماشية و الأجهزة الكهربائية في أميركا و أستراليا. فالنمل الناري يمكنه أن يؤذي جذور المزوعات و يلسع صغار الماشية.
هذا بالإضافة الى أنه يحب الحرارة العالية اذ تجده يتسلق الى داخل الدوائر الكهربائية و يسبب أضراراً تعطل اشارات المرور و المحولات و أضواء مدرجات المطار.
يتكون سم النملة النارية من حمض الفورميك، و لسعته سامة و مؤلمة، انها تؤذي الانسان و يمكن أن تقتله ان لم تتم المعالجة على الفور، فهي تحدث لديه رد فعل تحسسي. تشمل أعراض اللسع التورم، التعرق، ألم في الصدر، و ضيق في التنفس.
صحيح أن الدول المصابة بالنمل الناري تصدت لهذه الحشرة المؤذية و خصصت ميزانيات ضخمة للتخلص منها إلا أنها ما تزال موجودة و تتكاثر.
عنادها و إصرارها على البقاء و توسيع نطاقها، أثار انتباه العلماء لدراسة استراتيجيتها في الغزو و ذلك للحد من توسعها و صد هجومها.
في موطنها الأصلي، تتعامل النملة النارية مع الفيضانات بشكلٍ جيد، فهي تبني مستعمراتها قرب الأنهار و كذلك تستطيع أن تعبر الماء في طوافة من صنع جيشها لتختار مكاناً جديداً لبناء مستعمراتها، تتكون الطبقة الأولى من النمل العامل، الذي يترابط مع البقية ليشكلوا الطوافة. أما باقي الجنود فيجذفون و يختارون مكاناً مناسباً لغزوه، تحصل الملكة التي ترافقهم على توصيلة مجانية و حماية فائقة. بعض النمل العامل سيموت، سيضحي بنفسه من أجل حماية البقية من الغرق.
يتجول النمل الناري في المناطق التابعة له حتى يلتقي بمجموعة من المستعمرة المجاورة التي قد تكون أحد أقربائها من أنواع النمل الأخرى، عندئذٍ تصبح أكثر عدوانية و تشتبك في القتال في بعض الأحيان، غالباً ما يكون الحظ حليفاً للنمل الناري، اذ أنه شرسٌ في الدفاع عن أرضه. لا يقوم النمل بالعض الا أنه يستخدم فكه السفلي ليمسك بالخصم عندها يستخدم سمه الحارق و يحقن به عدوه. ليس هذا فقط، بل ترسل النملة في هذه المعارك اشارة كيميائية عبر الرائحة، ما أن تستشعرها النملات الأخريات حتى يأتيها الدعم و النجدة.
في المستعمرة نظام تراتبي، اذ يتألف العش من ثلاث فئات: الملكة و مهتمها التكاثر، و من الممكن وجود عدة ملكات في العش الواحد، الذكور و التي لا تعيش طويلاً بعد التزاوج.
النملات العاملات عقيمات ، و هي التي تبني المستعمرة و تدافع عنها و تبحث عن طعام ضمن جيشٍ يتألف من نصف مليون نملة و تهتم بالبيوض حتى تفقس لتنتج جيشاً جديداً يخدم مصالح المستعمرة.
أعزائي، كان هذا كل ما لدينا اليوم، دمتم في امان الله.